الفصل الرابع
ومع هذا فقد كان في هذه المرحلة الأخير من مراحل الثقافة الهلنستية متشككة يعيدون إلى الأذهان شكوك بروتجوراس، وكان فيها لوشيان، يسخر من العقائد الدينية بوقاحة كوقاحة أرستبس، وبأسلوب لا يكاد يقل سحراً عن أسلوب أفلاطون. ولم تكن مدرسة بيرو Pyrrho قد ماتت بعد، وقد أعاد إينسديمس صلى الله عليه وسلمenesidemus النسوسي صياغة أقوالها الإنكارية بمدينة الاسكندرية في القرن الأول الميلادي، وذلك في "الأساليب" Tropoi العشرة أو المتناقضات التي تجعل المعرفة مستحيلة (?). وفي أواخر القرن الثاني صاغ سكستس إمبركس Sextus صلى الله عليه وسلمmpiricus، وهو رجل لا نعرف له تاريخاً ولا موطناً، فلسفة المتشككة في شكلها الأخير وضمنها عدة مجلدات هدامة بقيت منها حتى الآن ثلاثة. ويتخذ سكستس العالم كلّه عدوّاً له، ويُقسّم الفلاسفة أجناساً مختلفة، ويقضي عليهم واحداً