لاتبوم، الذي كان في بادئ الأمر أمها، ثم صار عدوها، ثم جنة من الضواحي والقصور يقيم فيها الرومان أصحاب المال والذوق السليم، وكان إلى جنوب العاصمة وغربيها نهر التمبر وطرق برية صالحة تربطها بالمرفأين المنافسين لها وهما يورتس Portus وأستيا على البحر الترهيني. وقد وصلت أستيا إلى أوج عزها في القرنين الثاني والثالث من التاريخ الميلادي، فكانت شوارعها غاصة بالتجار وصائدي السمك، ودور تمثيلها مزدحمة بهم. وكانت بيوتها ومساكنها ذات الشقق الكثيرة شبيهة كل الشبه بأمثالها في روما الحارة، وقد تحدث عنها سائح من فلورنس في القرن الخامس عشر حديث المعجب بثروتها وزينتها العظيمة. وتدل بعض الأعمال الباقية منها إلى اليوم، ويدل أحد المذابح البديع التصميم والذي نقشت عليه أزهار جميلة دقيقة، على أن سكانها التجار أنفسهم كانوا يدركون معنى الجمال الحق.
وكان إلى جنوبي أستيا على شاطئ البحر مدينة انتيوم صلى الله عليه وسلمntium ( أنزيو Onzio) حيث كان لأغنى الرومان، ولكثير من الأباطرة، وللمحبوبين من الآلهة قصور وهياكل تمتد إلى شاطئ البحر الأبي لتستقبل ما يسري فيه من نسيم عليل. وقد وجدت في خرائبها التي تمتد نحو ثلاثة أميال، تماثيل ذات روعة وجمال، منها تمثال المجالد البرغيزي وتمثال أباو بلفادير. وبالقرب منهما أثر باقٍ إلى اليوم كان يذكر "المواطنين العظام" الذين مضى عليهم الآن ثلاثة عشر قرناً من الزمان أنهم كانوا من عهد قريب يستمتعون برؤية أحد عشر مجالداً يموتون وهم يقاتلون عشرة دببة ضارية (2). وكان إلى شماليها ومن وراء التلال الساحلية مدينة أكوينم مسقط رأس جوفنال وأربينم صلى الله عليه وسلمrpinum التي كانت تفخر بإبنيها ماريوس وشيشرون. وعلى بعد عشرين ميلاً من روما كانت تقوم مدينة برانستي Praeneste القديمة (بالسترينا القديمة Palestrina) ، وكانت بيوتها الجميلة مشيدة على شرفات مدرجة على سفوح الجبل؛ وحدائقها