الأسرة الثانية عشرة والأسرة الثانية والعشرين؛ وفي مدينة حبو (حوالي 1300 ق. م) صرح متسع الأرجاء، وإن كان لا يضارع الصروح السالفة الذكر في فخامتها، قامت عليه فيما بعد قرية عربية وظلت جاثمة على صدره عدة قرون. وفي أبيدوس (العرابة) شيد هيكل سيتي الأول الذي لم يبق منه إلا خرائب ضخمة قاتمة كئيبة؛ وفي إلفنتين معبد صغير وهو معبد ختوم (حوالي 1400 ق. م) "اليوناني في دقة بنائه ورشاقته" (191)؛ وفي الدير البحري بهو الأعمدة الذي شادته الملكة حتشبسوت، وبالقرب منه الرمسيوم وهي أيكة أخرى من العمد والتماثيل الضخام شادها المهندسون والعبيد الذين سخرهم رمسيس الثاني، وفي جزيرة فيلة هيكل إيزيس الجميل (حوالي 240 ق. م) المهجور الموحش في هذه الأيام لأن خزان أسوان قد غمر قواعد عمده التي بلغت في عمارتها حد الكمال- وهذه البقايا القليلة المتفرقة إن هي إلا نماذج من الآثار القديمة التي لا تزال تجمل وادي النيل وتنطق خرائبها نفسها بما كان عليه الشعب الذي شادها من قوة وبسالة. ولعل في هذه الصروح إفراطاً في الأعمدة وتقاربها بعضها من بعض لاتقاء حر الشمس اللافح، ولعل فيها بعدا عن التناسب هو من خصائص الشرق الأقصى، وافتقاراً إلى الوحدة، وهياماً همجياً بالضخامة كهيام أهل هذه الأيام. فإن كان ذلك كذلك فإن فيها أيضاً عظمة وسمواً وجلالاً وقوة؛ فيها الأقواس والعقود (192) وهي إن قلت فما ذلك إلا لقلة الحاجة إليها، ولكنها من حيث المبادئ التي شيدت عليها تسير في طريق الانتقال إلى المبادئ التي شيدت عليها العمد والأقواس في بلاد اليونان والرومان وفي أوربا الحديثة، وفيها نقوش للزينة لا يفوقها غيرها من النقوش في تاريخ العالم كله (193)، وفيها عمد على صورة أعواد البردي والأزورد (اللوطس)، وعمد من الطراز الدوري (?) الأول (194) وعمد في صورة نساء (195)، وتيجان للعمد منها ما هو في صورة حتحور