قصه الحضاره (صفحة 2878)

الفصل الرابع

رومة تحت حكم الملوك

وعبر نهر التيبر حوالي عام 1000 ق. م جماعة مهاجرون من فلانوفا واستقروا في لاتيوم Latium؛ ولا يعرف أحد هل غلَبَ هؤلاء المهاجرون من وجدوهم في تلك البلاد من السكان الأصليين الذين كانت ثقافتهم في ذلك العهد لا ترقى عن ثقافة أهل العصر الحجري، أو أبادوهم، أو اكتفوا بالاختلاط بهم والزواج منهم. ومهما يكن ما فعلوه بهم فقد أخذت القرى الزراعية التي كانت قائمة في هذا الإقليم التاريخي العظيم بين نهر التيبر وخليج نابلي Naples تجتمع وينضم بعضها إلى بعض حتى تكون منها عدد قليل من دويلات المدن المستقلة المتحاسدة التي لم تكن تتحد بعضها مع بعض إلا في الأعياد الدينية السنوية أو فيما كان يقوم بينها من حروب. وكان أكبر هذه المدن هي ألبا لنجا صلى الله عليه وسلمlba Longa القائمة عند سفح جبل ألبان Mt. صلى الله عليه وسلمlban، والراجح أن موضعها كان في موضع قصر جندلفو Castel Gandolfo الذي يأوي إليه البابا في أيام الصيف في الوقت الحاضر. ومن أبا لنجا تحرك جماعة من اللاتين -ولعل ذلك كان في القرن الثامن قبل الميلاد- مدفوعين بحب الغزو أو بازدياد عددهم لكثرة من ولدهم من الحفدة والأبناء، تحركوا قرابة عشرين ميلاً نحو الشمال الغربي، وأنشئوا المدينة التي صارت في بعد أعظم مدن العالم وأوسعها شهرة.

ولسنا نعرف عن نشأة روما أكثر مما ذكرناه في الفقرة السابقة التي ليس فيها إلا ما هو فروض غير موثوق بصحتها. ولكن القصص الرومانية تروي عن ذلك الشيء الكثير. ذلك أنه لما حرق الغاليون المدينة في عام 390 ق. م احترقت في أغلب الظن معظم سجلاتها التاريخية، فاتسع المجال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015