قصه الحضاره (صفحة 2776)

كان شديد التواضع والرأفة، وأنه حين كتب كتابه الشهير المسمى "العناصر (?) " صلى الله عليه وسلمlements حوالي عام 300 لم يخطر بباله قط ان يعزو ما بهِ من مختلف النظريات إلى واضعيها لأن كل ما ادعاه لنفسه أنه جمع في نظام منطقي معلومات اليونان الهندسية. وقد بدأ الكتاب، دون تقديم أو اعتذار، بالتعاريف البسيطة، ثم ثنى بالفروض الضرورية، وجاء بعدها بـ "الأفكار العامة" أو البدائة. وقد سار على ما أوصى به أفلاطون فاقتصر على الأشكال والبراهين التي لا تحتاج من الآلات غير المسطرة والفرجار. واتبع طريقة في العرض والإثبات معروفة لمن سبقه من العلماء ولكنه وصل بها إلى حد الكمال، وهي الطريقة التي تسير على النظام الآني: الفرض، والعمل، والبرهان، والنتيجة. وكانت النتيجة الكلية لجهوده، رغم ما فيها من عيوب قليلة، أن أقامت للعالم صرحاً رياضياً ينافس البارثنون في رمزه للعقل اليوناني. بل الحق أن هذا الصرح العلمي قد عاش كاملاً بعد أن تحطم البارثنون، وذلك لأن "عناصر" إقليدس قد ظل حتى هذا القرن الكتاب المدرسي المعترف به في كل جامعة أوربية تقريباً. وإذا أردنا أن نجد ما يشبه هذا الكتاب في أثره الباقي فعلينا أن نذهب إلى الكتاب المقدس نفسه لنجد هذا الشبيه.

وثمة كتاب لإقليدس في المخروطات قد ضاع فيما ضاع من كتب؛ وهو يلخص دراسات من منيكمس، وأرستيوس وغيرهما من علماء الهندسة في المخروط. وقد عمد أبلونيوس البرجاوي صلى الله عليه وسلمpollonius of Perga، بعد أن ظل يدرس الهندسة في مدرسة إقليدس عدة سنين، إلى هذه الرسالة فاتخذها بداية لكتابهِ هو في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015