قصه الحضاره (صفحة 2675)

وآشور، وسورية، وفينيقية؛ وشملت آسية الصغرى وفلسطين في بعض الأحيان، وأنشأ في سلوقية وأنطاكية عاصمتين لملكه كانتا أعظم ثروة وأكثر سكاناً من أية مدن عرفناها في بلاد اليونان الأصلية. واختار لسلوقية موضعاً قرب موضع مدينة بابل القديمة التي شُيدت فيه بغداد فيما بعد، لا يبعد إلا قليلاً عن ملتقى نهر دجلة والفرات؛ وكان هذا الموضع من أصلح المواضع لاجتذاب التجارة المتبادلة بين أرض الجزيرة والخليج الفارسي وما وراءه. ولم يكد يمضي عليها نصف قرن من الزمان حتى بلغ عامرها 600. 000 نفس، كانوا خليطاً من مختلف أجناس آسية تسيطر عليها أقلية يونانية (?). وكان موقع أنطاكية على نهر العاصي شبيهاً بموقع سلوقية، ولم تكن تبعد عن مصبه بعداً يحول دون وصول السفن المحيطة إليها، ولكنها تبعد عنه بعداً يجعلها في مأمن من هجوم الأساطيل المعادية، ويمكنها من استغلال حقول وادي النهر الغنية، ومن اجتذاب تجارة البحر الأبيض المتوسط وشمالي الجزيرة وسوريا. وفي هذه المدينة شاد الأباطرة السلوقيون المتأخرون قصورهم، وظلت المدينة تنمو وتزدهر حتى صارت في عهد أنتيوخوس الرابع أغنى مدائن آسية السلوقية. تزينها المعابد والأروقة المعمدة، ودور التمثيل، وساحات الألعاب الرياضية، والمدارس، وحدائق الأزهار، والشوارع الواسعة ذات المناظر الرائعة، والبساتين الجميلة ومنها حديقة دفني عز وجلaphne التي طبقت الخافقين شهرة ما بها من أشجار الغار والسرو، والفوارات والجداول.

واغتيل سلوقس الأول في عام 281، وبعد أن حكم البلاد حكماً صالحاً دام خمساً وثلاثين سنة كسب فيها قلوب شعبه. وأخذت دولته بعد موته في التفكك،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015