قصه الحضاره (صفحة 2629)

أزواجاً فارسيات. وتبسموا ضاحكين من فكرة توحيد الأمتين، ولكنهم كانوا قد قضوا زمناً طويلاً بعيدين عن ديارهم، وكانت نساء الفرس ذوات جمال بارع. ومن ثم أقيم عرس عظيم في السوس (324) تزوج فيه الإسكندر استاتيرا Statira ابنة دارا الثالث، وبريساتس Parysatis ابنة أرتخشتر الثالث، وبهذا ربط نفسه بفرعي الأسرة المالكة الفارسية، واتخذ ثمانون من ضباطه لهم زوجات فارسيات. وحذا حذوهم بعد زمن يسير آلاف من الجنود فتزوجوا من فارسيات. ووهب الإسكندر كل ضابط من ضباطه بائنة قيمة وأدى ما على الجنود الذين تزوجوا من ديون - وقد بلغت هذه الهبات (إذا جاز لنا أن نأخذ بأقوال أريان صلى الله عليه وسلمrrian) عشرين ألف وزنة (000ر000ر120ريال أمريكي (29)). وأراد أن يزيد هذا الاتحاد بين الشعبين قوة، ففتح أراضي الجزيرة وفارس للمستعمرين اليونان؛ وخفف بهذا العمل ضغط السكان في بعض الدول اليونانية وقلل من حدة الطبقات. ومن ذلك الوقت بدأت تقوم تلك المدن المتأغرقة الآسيوية التي صارت فيما بعد جزءاً هاماً من الإمبراطورية السلوقية Seleucid صلى الله عليه وسلمmpire وجمع في الوقت نفسه ثلاثين ألفاً من شباب الفرس وعلمهم على الطريقة اليونانية ودربهم على فنون الحرب اليونانية.

ولعل زوجاته كن من أسباب ميله إلى الأساليب الشرقية، أو لعل هذا الميل كان خطأ وقع فيه لشدة تواضعه، أو لعله كان جزءاً من خطة موضوعة. وفي ذلك يقول بلوتارخ: "فلما كان في فارس بدأ يلبس الثياب "البربرية" (أي الأجنبية) ولعله أراد بذلك أن ييسر تحضير الفرس لأن أكبر ما يؤثر في الناس هو اتباع عاداتهم ... بيد أنه لم يتبع عادات الميديين ... بل اختط خطة وسطاً بين الأساليب الفارسية والمقدونية، وكيف عاداته بحيث خلت من التفاخر الذي هو من مميزات الأولين، ولكنها كانت أكثر أبهة وفخامة من الآخرين" (30)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015