الفصل الثالث
إذا كان أثر "الشيخ الفصيح" في ساسة عصره قابلاً للشك، فإن أثره في الأدب كان أثراً عاجلاً وخالداً (?). وكان المؤرخون أول مَن أحسوا بهم، فلقد قلده أكسانوفون وغيره من المؤرخين في الصورة التي رسمها لإفجروس صلى الله عليه وسلمvagoras (?) ؛ وأصبحت السير من بعده فناً شائعاً من فنون الأدب اليوناني، بلغت غايتها في روائع بلوتارخ الثرثارة. وقد عهد إسقراط إلى تلميذ من تلاميذه يدعى إفورس صلى الله عليه وسلمphorus أن يضع تاريخاً عاماً لبلاد اليونان - لا يؤرخ حوادث دولة واحدة من دوله بل يؤرخ لبلاد اليونان بوجه عام. وقام إفورس بما عهد إليه خير قيام وأجاده إجادة حملت معاصريه على أن يضعوا كتابه "التاريخ العام" في مستوى كتاب هيرودوت. وخص إسقراط تلميذاً آخر هو ثيوبمبس الطشيوزي بتأريخ الحوادث القريبة العهد، فصدع ثيوبمبس بالأمر ووصف هذه الحوادث في كتابيه الهلينيكا والفلبيكا وهما مؤلفان رائعان يمتازان بحيويتهما وعباراتهما اللاذعة، وحازا إعجاب معاصريه. وكتب دسياركس عز وجلicaearchus المسانى ( of Messana) حوالي عام 340 تاريخاً للحضارة اليونانية عنوانه حياة اليونان ( رضي الله عنهios Hellados) . ألا ما أقدم هذه المغامرة التي أقدمنا نحن عليها، وما أعظم الشبه بين ذلك العمل القديم وعملنا هذا الذي يتفق معه حتى في الاسم.
ولم يخلد من مؤرخي القرن الرابع أحد غير أكسانوفون. ويصفه ديوجانس ليرتيوس في شبابه بقوله: