قصه الحضاره (صفحة 2345)

الفصل الثالث

إسكلس

ونقول تقريباً عامدين، فكما أن وجود عدد كبير من ذوي المواهب المتوارثة والمتتابعة يمهد السبيل إلى ظهور العباقرة، فإن كاتباً مسرحياً، لا نرى خيراً من أن ننسى اسمه وأن نكرمه رغم هذا النسيان، قد عاش بلا ريب بين ثسبيس وإسكلس. ولعل وقوف أثينة الموفق في وجه الفرس هو الذي بعث فيها العزة والقوة الدافعة اللتين لابد منهما لوجود عصر المسرحيات الكبرى، كما أن الثروة التي أتت بها التجارة والإمبراطورية في أعقاب الحرب قد أعانت على قيام المباريات الديونيشية في الأغاني والمسرحيات الغنائية. وكان إسكلس يحس في قرارة نفسه بهاتين العزة والقوة الدافعة، فكان ككثيرين غيره من كتاب اليونان في القرن الخامس يكتب ويستمتع بالحياة، ويعرف كيف يعمل وكيف يتكلم. وأخرج في عام 499 وهو في السادسة والعشرين من عمره مسرحيته الأولى؛ وفي عام 490 حارب هو وأخواه في واقعة مرثون وأظهروا من الشجاعة ما جعل أثينة تأمر بعمل صورة تخلد بها بطولتهم؛ وفي عام 484 نال جائزته الأولى في العيد الديونيشي؛ وفي عام 480 حارب في أرتميزيوم وسلاميس، وفي عام 479 في بلاتيه؛ وفي 476، 470 زار سرقوصة واستقبل بمظاهر التكريم في بلاط هيرون الأول؛ وفي 468 انتزع منه سفكليز الشاب الناشئ الجائزة الأولى للمسرحية بعد أن ظل هو مسيطراً على الأدب الأثيني جيلاً كاملاً، وفي عام 467 عاد إلى مكانته العليا على أثر ظهور مسرحيته "سبعة ضد طيبة"، وفي عام 458 نال آخر انتصاراته وأعظمها بإخراج أورستيا مسرحيته الثلاثية؛ وفي عام 456 عاد إلى صقلية، حيث وافته منيته في تلك السنة نفسها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015