قصه الحضاره (صفحة 2108)

عن موضوع النقاش، وتعبر عن موافقتها بالصراخ الشديد، والصفير، والتصفيق باليدين، وعن عدم موافقتها التامة بإحداث جلبة شديدة تضطر المتكلم إلى النزول عن المنصة (34). وكان يحدد لكل متكلم وقت معين لا يتجاوزه يقاس مداه بساعة مائية (35). وكانت طريقة الاقتراع هي رفع الأيدي، إلا إذا كان للاقتراح المعروض أثر خاص مباشر في شخص ما، وفي هذه الحال يكون الاقتراع سرياً. وكان من حق المقترع أن يؤيد تقرير المجلس على المشروع المعروض أو يعارضه أو يطلب تعديله، وكان قرار الجمعية في هذا نهائياً. وكانت القرارات التي توجب العمل العاجل، وهي التي تختلف عن القوانين، تمر أسرع من القوانين الجديدة، ولكن هذه القرارات كان يمكن أيضاً إلغاؤها بمثل هذه السرعة نفسها، فلا تتضمنها كتب القوانين الأثينية.

وكانت هناك هيئة أعظم من الجمعية منزلة ولكنها أقل منها سلطاناً، وهي هيئة المجلس المعروف باسم البول رضي الله عنهoule. وكان البول في أصله مجلساً أعلى شبيهاً بمجالس الشيوخ في الحكومات النيابية، ولكن منزلته انحطت قبل عصر بركليز حتى أصبح لجنة تشريعية تابعة للإكليزيا. وكان أعضاؤه يُختارون بالقرعة وبالدور من سجل المواطنين، على أن يختار خمسون منهم عن كل قبيلة من القبائل العشر، وألا تطول مدة خدمتهم أكثر من سنة واحدة؛ وكان العضو في القرن الرابع يتقاضى خمس أبولات في كل يوم من أيام انعقاد المجلس. وإذ كان من المقرر ألا يعاد انتخاب أي عضو إلا بعد أن تتاح لكل عضو آخر صالح للانتخاب فرصة العمل في المجلس، فإن كل مواطن في الظروف العادية، كان يجلس في البول دورة على الأقل في أثناء حياته. وكان يعقد جلساته في قاعة المجلس (البولتريون رضي الله عنهouleuterion) في الجهة الجنوبية من ساحة المدينة، وكانت جلساته العادية علنية واختصاصاته تشريعية، وتنفيذية، واستشارية: فكان يفحص عن مشروعات القوانين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015