عدد سفن الأسطول، وأنشأ دور الصنعة، وبنى في بيرية مصنعاً عظيماً لتجارة الحبوب.
وأراد أن يحمي أثينة حماية قوية من خطر الغزو عن طريق البر، وأن يهيئ في الوقت نفسه عملاً جديداً للمتعطلين، فأقنع الجمعية بأن توافق على صرف الأموال اللازمة لبناء أسوار لا يقل طولها عن ثمانية أميال سميت "الأسوار الطويلة" تصل أثينة ببيرية وفالروم Phalerum. وقد جعلت هذه الأسوار مدينة أثينة ومرفأيها كنفاً واحداً حصيناً لا يتوصل إليه في وقت الحرب إلا من طريق البحر - الذي يسيطر عليه الأسطول. ونظرت إسبارطة غير المسورة إلى هذا البرنامج الواسع من برامج التسليح نظرة عدائية، ورأى الحزب الألجركي في هذا العداء فرصة تتيح له الاستيلاء على زمام السلطة السياسية، فأرسل رسله سراً إلى الإسبارطيين يدعونهم لغزو أتكا، وتعهدوا لهم بأن يوقدوا في أثناء الغزو نار الفتنة في المدينة، فيقضوا بذلك على الحكومة الدمقراطية، كما تعهدوا أيضاً بهدم "الأسوار الطويلة". ووافق الإسبارطيون على هذه الخطة، وسيروا على أثينة جيشاً هزم الأثينيين عند تنجارا Tangara (457) ، ولكن الألجركيين عجزوا عن القيام بثورتهم، وعاد الإسبارطيون إلى البلوبونيز بخُفّي حنين، ينتظرون على مضض أن تتاح لهم فرصة أحسن من هذه الفرصة يقضون بها على منافستهم المزدهرة التي أخذت تنتزع منهم زعامتهم التقليدية على بلاد اليونان.
وقاوم بركليز ما حدثته به نفسه من الانتقام من إسبارطة، ووجه جهوده كلها بدلاً من هذا إلى تجميل أثينة، فوضع منهاجاً ضخماً يهدف إلى الانتفاع بجهود جميع عباقرة الفن الأثينيين ومن بقي فيها من المتعطلين في تزيين الأكوربوليس؛ وكان يرجو من وراء ذلك أن يجعل المدينة مركز هلاس الثقافي، وأن يعيد بناء الهياكل القديمة - التي خربها الفرس - على نطاق واسع فخم يبعث العزة والفخار في نفس كل مواطن في المدينة. ويقول بلوتارخ في هذا: "لقد كانت رغبته وغايته ألا يحرم جمهور الصناع غير