قصه الحضاره (صفحة 1797)

ويرشد السائح إلى أولمبيا. ويحدثنا بوزنياس بأن الإليانيين (76) كانوا من أصل إيولي أو بلاسجي جاءوا إلى إيتوليا بعد أن عبروا الخليج. وكان أول ملوكهم إيثليوس صلى الله عليه وسلمethlius والد إندميون صلى الله عليه وسلمndymion الذي أغوى جماله القمر (?) فأغمضت عينيه وأرسلت عليه نعاساً سرمدياً، وما زالت تضاجعه على مهل حتى ولدت منه مائة بنت. وفي هذا المكان الذي يلتقي فيه نهر ألفيوس بنهر كلاديوس Cladeus المقبل من الشمال كانت المدينة المقدسة للعالم اليوناني كله؛ وقد بلغ من قدسيتها أن الحرب قلما أزعجتها، ومن أجل ذلك نَعِمَ الإيليون صلى الله عليه وسلمlians بتاريخ استبدلوا فيه الألعاب بالحروب. وفي الزاوية المحصورة بين النهرين كانت الألتيس صلى الله عليه وسلمltis أو التخوم المباركة لمقر زيوس الأولمبي. وكانت موجات الغزاة المتتابعة تحط رحالها في هذا المكان لتعبده، كما كان مندوبون عن هؤلاء الغزاة يعودون إليه فيما بعد في مواسم معينة ليسألوه العون ويغنوا مزاره بالنذور. وظلت ثروة هيكلي زيوس وهيرا وشهرتهما تزدادان جيلاً بعد جيل حتى انتصر اليونان على الفرس فحشد أكابر المهندسين والمثالين اليونان ليعيدوا بناء الهيكلين ويزينوهما وينفقوا في سبيل ذلك الأموال الطائلة اعترافاً بما كان لهما من فضل في هذا النصر. ويرجع تاريخ هيكل هيرا إلى عام 1000 ق. م، وآثاره أقدم ما بقي من آثار الهياكل في بلاد اليونان جميعها. وقد بقي من هذه الآثار أجزاء من ستة وثلاثين عموداً وعشرين تاجاً دورياً تشهد بأن هذه العمد قد أقيمت المرة بعد المرة، وأنها كانت تقام بأشكال مختلفة. ولا جدال في أنها صنعت في أول الأمر من الخشب. وكان جذع من أحدها وهو من شجر البلوط لا يزال قائماً حين أقبل بوزنياس على ذلك المكان، وبيده كراسته، في أيام الأنطونيين.

وإذا ما غادر الإنسان أولمبيا مر بموضع إيليس العاصمة القديمة ودخل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015