وإلى شمال إبيروس على ساحل البحر الأدرياوي تقع إليريا Illyria، وكانت في الوقت الذي نتحدث عنه بلاداً قليلة السكان أهلها من الرعاة يبيعون الماشية والعبيد بملح الطعام (2). وعلى هذا الساحل عند إبدمنوس صلى الله عليه وسلمpidamnus ( وهي ديركيوم عز وجلyrrachium الرومانية ودرزو الحالية) أنزل قيصر جنوده وهو يطارد بمبي. وعلى الجانب الآخر من البحر الأدرياوي اغتصب اليونان السواحل الجنوبية من القبائل المستوطنة هناك، وأدخلوا الحضارة في إيطاليا، (وقد عادت تلك القبائل في آخر الأمر فاكتسحتهم، وابتلعت معهم بلادهم الأصلية وضمت بلادهم إلى إمبراطورية لم يسبق لها مثيل في تاريخ العالم). وكان من وراء جبال الألب الغاليون، الذي أخلصوا الود فيما بعد لمساليا (مرسيليا)؛ وفي الطرف الغربي من البحر الأبيض تقع أسبانيا، وكانت قد تمدنت إلى حد ما على يد الفينيقيين والقرطاجيين حين أنشأ اليونان في عام 550 مستعمرتهم الوجلة في إمبريوم (أمبورياس صلى الله عليه وسلمmpurias) . وكانت قرطاجنة الإمبراطورية تقع على ساحل إفريقية أمام صقلية تتسلط عليها وتهددها، وقد اختط هذه المدينة ديدو عز وجلido والفينيقيون، وتقول الرواية إن ذلك كان في عام 813. ولم تكن وقت إنشائها قرية صغيرة بل كانت مدينة عامرة يبلغ سكانها 700. 000 نسمة، تحتكر تجارة البحر الأبيض المتوسط الغربي وتسيطر على يتكا، وهبو Hippo وثلاثمائة بلدة أخرى في إفريقية، ومناجم غنية، ومستعمرات في صقلية، وسردينية، وأسبانيا. وقد قدر لهذه الحاضرة ذات الثروة الطائلة أن تقود الكفاح ضد اليونان من ناحية الغرب، كما قدر لبلاد الفرس أن تقوده من ناحية الشرق.
وإلى شرق هذه المدينة على ساحل إفريقية كانت تقع مدينة قورينة اليونانية، وفي مؤخرتها بلاد اللوبيين المجهولة، وإلى شرقها مصر. وكان معظم اليونان يعتقدون أن عناصر كثيرة من حضارتهم قد جاءتهم من مصر. وتعزو قصصهم نشأة كثير من المدن اليونانية إلى رجال من أمثال كدموس