قصه الحضاره (صفحة 1707)

وقامت في شمال أثينة في بؤوتية رضي الله عنهoeotia حاضرة أخرى تنافسها، وكان لها مثلها تاريخ مثير للمشاعر، قدر له أن يكون محور المسرحيات اليونانية في عصر البلاد الأدبي. فقد أنشأ الفينيقيون أو الكريتيون، أو كادموس Cadmus أحد أمراء المصريين في أواخر القرن الرابع عشر مدينة طيبة، عند ملتقى الطرق التي تعبر بلاد اليونان من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، وعلم منشئوها أهلها الحروف الهجائية، وقتلوا التنين (ولعل هذا رمز قديم لوباء معد أو فتاك) الذي كان يمنع الأهلين من الانتفاع بماء العين الأرية صلى الله عليه وسلمreian. وخرج من أسنان التنين التي غمرها كدموس في الأرض رجال مسلحون، أخذوا يقتتلون كما يقتتل اليونان في عصورهم التاريخية حتى لم يبق منهم إلا خمسة؛ وهؤلاء الخمسة هم الذين أنشئوا المدينة المالكة، على حد قول طيبة نفسها. وكان مركز حكومة المدينة حصناً يدعى كدمية Cadmeia أقيم على ربوة عثر فيها في هذه الأيام على "قصر كدموس" (?)، وحكم بعد كدموس من هذا الحصن نفسه ابنه بوليدوروس Polydorus، ثم حفيده ليدكوس Labdacus، ثم ابن حفيده لايوس Laius، وهو الذي قتله ابنه أوديبوس (أوديب) Oedipus كما يعرف العالم كله وتزوج أمه. ولما مات أوديب تنازع الملك أبناؤه كما يتنازع الأمراء على الدوام، وطرد إيتوكليز صلى الله عليه وسلمteocles أخاه بولينيسيز، فذهب هذا إلى أدراستوس صلى الله عليه وسلمdrastus ملك أرجوس وأقنعه بالعمل على تنصيبه ملكاً. وحاول أدراستوس أن يقوم بهذه المهمة (حوالي 1213 ق. م) وشن على أثينة حرب (الأحلاف) السبعة، ثم عاد إلى حربها مرة أخرى بعد ستة عشر عاماً من ذلك الوقت في حرب الإبجوني صلى الله عليه وسلمpigoni أو الأبناء السبعة. وفي هذه الحرب قتل إتيوكليز وبولينيسيز وحرقت طيبة عن آخرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015