قصه الحضاره (صفحة 1698)

بلقاني، وأنهم عبروا مضيق الهلسينت في القرن السادس عشر مع أبناء عمومتهم الفريجيين، واستقروا في وادي نهر اسكمندر Scamander الأدنى (38). أما هيرودوت فيوحد بين الطرواديين والتيكريين Teucrians وهؤلاء في رأي اسطرابون أقوام من كريت استقروا في الصقع الذي بنيت فيه طروادة فيما بعد (?)، ولعل استقرارهم في ذلك المكان كان بعد سقوط نوسس (40). ولقد كان لكريت وطروادة جميعاً جبل مقدس يسمى جبل أيدا "جبل أيدا ذا الفوارات الكثيرة" الذي يذكره هومر وتنيسن Tennyson. ولقد تعرض هذا الإقليم في أوقات مختلفة إلى مؤثرات سياسية وجنسية من أرض الحثيين الواقعة خلفه. وتدل أعمال الحفر في جملتها على وجود حضارة بعضها مينوي، وبعضها ميسيني، وبعضها آسيوي، وبعضها دانوبي عز وجلanubian.

ويصف هومر الطرواديين بأنهم كانوا يتكلمون لغة اليونان ويعبدون آلهتهم، ولكن اليونان المتأخرين عن عصر هومر كانوا يقولون إن طروادة مدينة آسيوية، وإن حصارها الذائع الصيت هو أول الأحداث المعروفة في النزاع القائم بين الساميين والآريين، وبين الشرق والغرب (41).

وأهم من مظهر أهلها وجنسهم موقع المدينة المنيع قرب مدخل الهلسبنت والأراضي الغنية المحيطة بالبحر الأسود. لقد كان هذا الممر الضيق في التاريخ كله ميدان القتال بين الإمبراطوريات، وكان حصار طروادة هو معركة غليبولي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015