قصه الحضاره (صفحة 1694)

الفصل الرابع

طروادة

بين كريت وأرض اليونان 220 جزيرة منثورة في بحر إيجة في دائرة حول ديلوس، ومن أجل ذلك سميت السكليديس. ومعظم هذه الجزائر صخري قحل وهي بقايا قمم جبال كانت تمتد في أرض غرق بعضها تحت ماء البحر، ولكن بعضها كان غنياً بالرخام أو المعادن إلى حد جعل أهله يعملون في استخراجها، وأنشئوا فيه حضارة على مر القرون القديمة قبل أن يطل علينا التاريخ اليوناني. وقد قامت المدرسة البريطانية في أثينة عام 1896 بأعمال الحفر في أرض ميلوس Melos عند فيلا كوبي Phylakopi، وعثرت على أدوات وأسلحة وفخار مشابهة شبهاً يثير الدهشة لآثار العصور التي مرت بها الحضارة المينوية عصراً عصراً؛ واستطاع الباحثون بفضل البحوث التي أجريت في غيرها من الجزائر أن يرسموا صورة لجزائر السكلديس في عصر ما قبل التاريخ تتفق في زمنها وصفاتها مع الصورة المستعادة التي رسمها المنقبون لكريت، وكانت جزائر السكلديس ضيقة الرقعة لا تزيد مساحة أرضها كلها على ألف ميل مربع، فكانت من هذه الناحية شبيهة ببلاد اليونان عاجزة عن الاجتماع في قوة سياسية موحدة؛ ولم يكد يحل القرن السابع قبل الميلاد حتى خضعت هذه الجزائر الصغيرة في حكمها وفنونها، بل خضع بعضها في لغته وكتابته لسيطرة الكريتيين؛ ولما أن حل الطور الأخير من أطوار الحضارة الكريتية (1400 - 1200) انقطع ما تستورده تلك الجزائر من كريت، وولت وجهها شطر ميسيني تستورد منها فخارها وأساليبها.

وإذا اتجهنا نحو الشرق إلى أسبوردايس Sporades ( أي المتفرقة) ألفينا في جزيرة رودس ثقافة أخرى في عصر ما قبل التاريخ من نوع الثقافات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015