قصه الحضاره (صفحة 1618)

ونحن نصادف في مصر وآسيا أقدم ما نعلمه من حضارة زراعية (?)، إذ نصادف أقدم نظم الري؛ كما نصادف أول (?) إنتاج لتلك المشروبات المنبهة التي لا نظن أن الحضارة الحديثة كان يمكن أن تقوم بغيرها- وهي الجعة والنبيذ والشاي؛ لقد تقدمت الصناعات اليدوية والأعمال الهندسية في مصر قبل عهد موسى، تقدمها في أوربا قبل فولتير؛ والبناء بالقراميد يرجع تاريخه إلى عهد سرجون الأول على أقل تقدير؛ وأول ظهور عجلة الخزَّاف وعجلة العربة كان في "عيلام"، وأول ظهور التيل والزجاج كان في مصر، وأول ظهور الحرير والبارود كان في الصين؛ وخرج الحصان من آسيا الوسطى إلى ما بين النهرين ومصر وأوربا؛ وأبحرت السفن الفينيقية حول أفريقيا قبل عصر بركليز، وجاءت "البوصلة" من الصين فأحدثت في أوربا ثورة تجارية؛ وكانت سومر أول من ترك لنا عقوداً تجارية؛ وأول نظام للقروض وأول استعمال للذهب والفضة معيارين للقيمة؛ والصين هي أول من قام بمعجزة قبول الورق مكان الفضة والذهب.

وثاني عناصر المدنية هو الحكومة- أعني تنظيم الحياة والمجتمع ووقايتهما بفضل القبيلة والأسرة والقانون والدولة؛ ففي الهند تظهر الجماعة القروية، كما تظهر "دولة المدينة" في سومر وأشور؛ ومصر قد أحصت سكانها وفرضت ضريبة على الدخل وحافظت على الأمن الداخلي مدى قرون طويلة دون أن تستخدم من وسائل العنف إلا حدها الأدنى؛ وهاهما "أور- إنجور" و "حمورابي" قد سنَّا تشريعين عظيمين من تشريعات القانون؛ و "دارا"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015