قصه الحضاره (صفحة 16118)

واقترح أصدقاؤه كوسيلة لقتل الوقت وتهوينه أن يُملي عليهم ذكرياته في الحكم والحرب· لقد بدأ الآن دور الذكريات التي دوَّنها أوميرا O'Meara أوْ لاكاس Las Cases أو جورجو Gourgaud، أو مونثولو Montholon والتي نشروها بعد وفاته· ولعبت دورا في أن أصبحت ذكرى نابليون قوَّة حيّة في فرنسا طوال القرن· لقد طال مقام الرجال في البحر فلابد أن نابليون نفسه قد اعتراه السرور عندما رأى الساحل الصخري لجزيرة سانت هيلينا إن نظرة واحدة يمكنها أن تحيط بمعظم أنحاء الجزيرة· لقد كان محيطها عشرين ميلا فقط، ويكاد يكون كل سكانها متجمعّين في مينائها جيمستون Jamestown ذي الشارع الواحد· لقد كان عدد سكان هذه الجزيرة خمسة آلاف نفس·

وكانت الأرض وعرة وغير المستوية ترتفع صُعُدا إلى هضبة عند لونجوود Longwood ومناخها استوائي حار ممطر سديمي، والفصول المنتظمة لا وجود لها وإنما هناك تغيرات غير محسوبة من رطوبة وجفاف· وكانت تربتها غير ودودة (المقصود غير خصبة) تضن بالطعام عند زراعتها· إنها بقعة من الأرض صالحة لعزل صانع مشاكل لكنها كتعذيب لرجل كانت حياته عملاً يتطلب قارة تكون مسرحاً له·

لقد ظل هو ومن معه على متن السفينة، بينما راح الأدميرال كوكبورن Cockburn يبحث لهم عن مقر إقامة مؤقت حتى ينتهي العمل في البيت الكبير الذي كانت الحكومة البريطانية قد اختارته ليقيموا فيه معا· فبالنسبة إلى نابليون ولا كاس Las Cases وابنه وجد الأدميرال مكانا باعثا على المسرّة البريار رضي الله عنهriars ظن مالكه (وليم بالكومب رضي الله عنهalcombe) أن استضافته للإمبراطور (نابليون) ستكون أمراً شائقا· وكان لمالك هذا البيت ابنتان إحداهما في السادسة عشرة والأخرى في الرابعة عشرة، أبهجتا البيت، فقد كانتا تتحدثان قليلا من الفرنسية وتمثلان وتغنيان، وقد شُغفتا بنابليون حتى أن الصغيرة منهما بكت عندما أصبح عليه أن يغادر إلى البيت المشترك الذي أعدته الحكومة البريطانية لإقامته ومن معه، وكانت يطلق عليه بيت لونجوود Longwood·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015