قصه الحضاره (صفحة 16105)

وفي 26 يونيو أرسل إلى الحكومة المؤقتة طلباً للانتقال إلى روشفور Rochefort ليُبحر إلى أمريكا· فأمر فوشيه على الفور وزير البحرية بتجهيز فرقاطتين في روشفور لنقل نابليون إلى الولايات المتحدة وفي اليوم نفسه زار نابليونَ أخوه جوزيف وأخوه لوسيا وأخوه جيروم، وكانوا جميعا قد قرروا مغادرة فرنسا، وكان جوزيف يريد الهجرة إلى أمريكا مع أخيه نابليون· وربما يكونون هم الذين أحضروا له خطابا من أمهم تعرض عليه فيه كل ما تملك فأرسل لها شاكرا ولم يأخذ منها شيئا· فلازال معه قدر كبير من المال مع البنكيِّ جاك لافيت Jacques Lafitte الذي أتي بنفسه إلى مالميزو ليرتب أمور نابليون المالية·

وفي 28 يونيو أتاه ضابط يحذره من اقتراب البروس من مالميزو قُربا يكفي لإرسالهم فصيلاً عسكريا للقبض عليه، وبالفعل فقد كان بلوخر قد أرسل رتلاً سريعا آمراً وإيّاه بإحضار نابليون حيا أو ميتا وعبر عن نيته بإطلاق النار عليه كمجرم خارج على القانون· وعندما سمع جورجو بهذه النية أقسم لئن رأى الإمبراطور وقد سقط في أيدي البروس لأطلق النار عليه، ومع هذا كان نابليون كارها لمغادرة مالميزو الذي حفلت كل غرفة وممراته بذكريات سعيدة· وفي 29 يونيو كلّف فوشيه الجنرال بكه (بكر رضي الله عنهecker) بالتوجه بفرقة من الجنود لإجبار نابليون على الاتجاه إلى روشفور·

ووافق نابليون، وأقنعته هورتنس بقبول قلادتها الألماسية الموضوعة في حزام والتي تساوي 200,000 فرنك· وودع نابليون الجنود القلائل الذين كانوا في حمايته· وفي الخامسة مساء (29يونيو) ركب عربة ذات غطاء تجرها أربعة خيول مصحوبا بحرس عسكري قليل العدد وغادر مالميزو، وبعد ساعات قليلة من مغادرته وصلت خيّالة بلوخر·

2 - البوربون يستعيدون العرش للمرة الثانية:

7 يوليو 1815

طور بواسطة نورين ميديا © 2015