قصه الحضاره (صفحة 16091)

كانت خطة نابليون للمعركة القادمة تقوم على المعلومات التي جمعها عن حجم قوات الحلفاء وتقسيمها وقيادتها وموقعها وإستراتيجيتها القادمة· لقد كانت قوات الحلفاء قد تباطأت في تقدمها غرباً لإتاحة الوقت اللازم لوصول القوات الروسية واشتراكها في المعركة، لكن تقدم نابليون السريع حسم المسألة قبل وصول القوات الروسية لنهر الراين·

وفي أول يونيو تجمع جيش بروسي قوامه 120,000 مقاتل بالقرب من نامور Namur في بلجيكا بقياده المارشال بلوخر (بلوشر رضي الله عنهlucher) البالغ من العمر 73 سنة· وإلى الأبعد شمالا كان الدوق ولينجتون Wellington ( كانت مهمته في البرتغال وإسبانيا قد انتهت بالنصر) على رأس ما أسماه الجيش سيء السمعة المكوّن من 93,000 مجنَّد بريطاني وهولندي وبلجيكي وألماني، وكان معظمهم لا يعرف الواحد منهم سوى لغة واحدة مما سبّب مشكلة للقائد الإنجليزي· وكان على ولينجتون أن يعوّض نقص تدريبهم، بقرارات وحلول يبتدعها من عند نفسه على وفق خبرته· وقد رسم له لورنس صورة شخصية وهو في لحظة تأمل تُظهره في وضع فخور (معتز ينفسه) وملامح وسيمة ونظرة هادئة ثابتة، ومن هذه الصورة يمكن أن نستنتج ما كان يجب على نابليون المرهَق والمعتَل كبير السن أن يفعله عند المواجهة في 18 يونيو·

وكان نابليون قد ترك جزءاً من جيشه لحماية باريس وخطوط مواصلاته· ولم يكن مع نابليون سوى 126,000 مقاتل مما يسمّى بجيش الشمال صلى الله عليه وسلمrmee dn Nord لمواجهة 213,000 مقاتل بقيادة بلوخر وولينجتون وبطبيعة الحال فقد كان يأمل أن يلتقي بواحدٍ من الجيشين (جيش بلوخر أو جيش ولينجتون) ويهزمة قبل أن يجتمع شمل الجيشين، ومن ثم يعطي جيشه قسطا من الراحة ويعيد تنظيم صفوفه قبل خوض معركة مع الجيش الآخر·

لقد كان الطريق بين الجيشين المتحالفين (جيش بلوخر وجيش ولينجتون) يمتد من نامور عَبْر سومبريف Sombreffe إلى كاتر - برا – Quatre-رضي الله عنهras ( أربعة جيوش) ومن ثمّ غرباً (حيث يتسع الطريق عن ذي قبل) من الحدود الفرنسية البلجيكية عند شارلروي Charleroi فشمالاً من واترلو إلى بروكسل· وكان هدف نابليون الأول هو الاستيلاء على كاتر - برا Quatre-رضي الله عنهras ومن ثم يُوصد الطريق بين الجيشين الحليفين·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015