قصه الحضاره (صفحة 16082)

وكتب إلى ماري لويز واعداً إياها أن يكون في باريس في 20 مارس (الذكرى السنوية الثالثة لميلاد ابنه) وقال لها إنها ستُسعده سعادة فوق الحد إن استطاعت اللحاق به هناك حالا· وكتب إلى نَيْ Ney ملاحظات ودودة كما لو أن صداقتهما لم تشبها شائبة قط، ودعاه للالتقاء به في شالون Chalons ووعده أن يلقاه كما لقيه بعد معركة بورودينو رضي الله عنهorodino، أي كأمير موسكو Prince of Moskva وفي 14 مارس دعا نَيْ Ney ( وكان لا يزال في لون - لي - سونييه Lons-Le-Saunier) جنوده جميعا وقرأ عليهم الإعلان الذي كلفه حياته بعد ذلك: أيها الجنود إن قضية البوربون قضية خاسرة وإلى الأبد· فالأسرة الحاكمة الشرعية لفرنسا على وشك أن تعتلي العرش· إن الإمبراطور نابليون هو حاكمنا وهو الذي سيحكم بلدنا العظيم من الآن فصاعدا فهزّ الجنود الأرض بصيحاتهم وهتافهم المتكرر: "عاش الإمبراطور عاش المارشال نَيْ! ", وعرض عليهم أن يقودهم للانضمام إلى قوات نابليون، فوافقوا، ووجدهم نابليون في أوكزير صلى الله عليه وسلمuxerre في 17 مارس· وفي 18 مارس استقبل نابليون المارشال ني Ney وتجدّدت صداقتهما وبعدها لم يجسر أحد على اعتراض سبيل الزحف إلى باريس·

وفي مساء 17 مارس اجتمع الملك لويس 18 بالمجلسين في قصر البوربون، مرتديا زيه الملكي كاملا وأعلن عزمه على مقاومة نابليون· قال:

لقد عملتُ لسعادة شعبي، أيمكن - وأنا في الستين من عمري - أن أجد نهاية أفضل من الموت دفاعا عنه؟

وأمر بتعبئة كل القوى الملكية، وقد استجاب له بعض ممثلي هذه القوى وكان معظمهم - بشكل أساسي - من جنود حرس أسرته، أما الجيش النظامي فكان متوانياً بطيء الاستجابة، ولم يظهر قائد قدير يعرض قيادته لهذا الجيش أو بث الحماس فيه· وشرعَ الملكيون والموالون للملكية في الهجرة (تَرْك فرنسا) مرة أخرى·

وغصّ صالون مدام دي سيتل بالإشاعات وراحت هي أيضا تفكّر في الهرب· وفي 19 مارس نشرت جريدة (جورنال دي ديبات Journal des de bats) ( أي: جريدة المناقشات) مقالا بقلم عشيق مدام دي ستيل غير الدائم - بنيامين كونستانت يعيد فيه تأييده للويس الثامن عشر والحكومة الدستورية، ثم اختفى في مساء اليوم نفسه (أي أخفى نفسه وسترها عن العيون) ·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015