قصه الحضاره (صفحة 16058)

6 - طريق السّلام

لقد كان نابليون في سان ديزييه St. عز وجلizier على بعد 150 ميلاً من باريس عندما وصلته الأخبار (27 مارس) بأن الحلفاء يحاصرون باريس، فانطلق بجيشه في الصباح التالي، وبعد ظهر اليوم نفسه تلقى رسالة عاجلة أكثر أهمية: "حضور الإمبراطور أمر ضروري إن كان راغباً في ألا تستسلم عاصمته للعدو· لا يجب تضييع لحظة واحدة"· وترك نابليون جيشه عند تروي Troyes وامتطى حصانه طوال معظم الأميال المتبقية رغم آلامه، واقترب من باريس (13 مارس) وأرسل كولينكور Caulaincourt إلى باريس على أمل أن يحثّ هذا الروسي إسكندر على عقد تسوية·· وواصل الإمبراطور (نابليون) طريقه راكباً حصانه إلى فونتينبلو مخافة أن يُقبض عليه إِنْ - هو - دخل المدينة (باريس)،

وفي مساء اليوم نفسه تلقى رسالة من كولينكور: "لقد خاب مسعاي"· وفي 2 أبريل علم أنه نُحِّي عن العرش، ففكّر للحظة كم هو شيء يدعو إلى السرور أن يترك العرش· لقد قال: "إنني لستُ معلّقاً بالعرش· لقد وُلدت جندياً· إنه يمكنني أن أكون مواطناً دون تذمّر"· لكن وصول جيشه الذي كان عدده 50,000 مقاتل لمس الوتر المناسب في طبيعته، فأمر أن ينصب هذا الجيش خيامه على طول إيسون صلى الله عليه وسلمssonne ( أحد روافد السين) استعداداً لأوامر أخرى، وقاد مارمون إلى هذا المعسكر ما تبقى من الجنود الذين كانوا يدافعون عن باريس·

وفي 3 أبريل استعرض نابليون الحرس الإمبراطوري في ساحة ميدان فونتينبلو، وقال لهم: "لقد عرضت على الإمبراطور إسكندر سلاماً لا يتحقق إلا بتضحيات جسام·· لكنه رفض·· إنني في غضون أيام قليلة سأذهب لأهاجمه في باريس· هل أعوّل عليكم؟ ", وفي البداية لم يجيبوه لكن عندما سألهم: "أأنا على صواب؟ ", أجابوا: "عاش الإمبراطور! هيا إلى باريس"· وراح رماة القنابل ينشدون نشيدي الثورة في أيامها الأولى: "نشيد الانطلاق، ونشيد المارسيليز"·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015