وفي 21 ديسمبر عبر الحلفاء نهر الرّاين إلى فرنسا· وفي 29 ديسمبر أرسل السينات إلى نابليون تأييده وتأكيده أنه موالٍ له· لكن في اليوم نفسه قرأ لينيه Laine - أحد الأعضاء الملكيّين من بوردو - على المجلس التشريعي تقريراً ينتقد فيه "أخطاء وتجاوزات الإدارة الإمبراطورية، ممتدحاً الحكم السعيد على أيام البوربون"، ومرحّباً بالمتحالفين ضد نابليون الذين "يرغبون في الإبقاء علينا ضمن نطاق حدود بلادنا، والذين يودّون كبح النشاطات الطموحة التي أدت طوال العشرين سنة الماضية إلى إيذاء كل شعوب أوروبا"·
وصوّت المجلس التشريعي بواقع 223 ضد 31 بالسماح بطبع تقرير لينيه · وفي مساء ذلك اليوم أمر نابليون بإنهاء الدورة التشريعية للمجلس، وفي 1 يناير 1814 أرسل له المجلس التشريعي وفد يبلغه التمنيات الطيبة للموسم التشريعي, فأجاب بهياج شديد غاضباً مرهقاً:
من المؤكَّد أنّه عندما يكون علينا أن نطرد العدو من بلادنا، فإن هذا الوقت يكون غير ملائم لمطالبتي بدستور· إنكم لستم ممثلي الأُمّة فأنتم مجرد مندوبين أرسلتهم الدوائر (المحافظات) ·· إنني أنا وحدي ممثل الأمّة· ومع ذلك، فما هو العرش؟ أهو أربع قطع من الخشب المموّه بالذهب تغطيه القطيفة (المخمل)؟ لا، إنه ليس كذلك، إنه شاغله، وأنا شاغله· إنني أنا الذي أستطيع إنقاذ فرنسا، وليس أنتم! إنني إن أصغيت لكم لسلَّمت للعدو أكثر مما يطلب· إنكم ستحصلون على السلام في ثلاثة أشهر أو أَهْلَك·
وبعد أن تخلّى عنه المندوبون المصدومون، أرسل (أي نابليون) يستعدي بعض الشيوخ Senators الذين وقع عليهم اختياره وشرح لهم سياسته لإحلال السلام وخطط مفاوضاته، وانتهى باعتراف كسير، كما لو كان يعترف أمام محكمة
التاريخ: