لقد كان نابليون يقود 30,000 رجل مرهق، أما كوتوزوف فكان على رأس 112,000، وكان مع الجيش الفرنسي 587 مدفعاً بينما كان مع الروس 640· وطوال السابع من سبتمبر راحت هذه الألوف المؤلفّة من الجيش تحارب بعناد وبطولة، يقتلون ويُقتلون وقد شملهم الخوف والكراهية، وكان كلا الطرفين يحاربان ببطولة وكأنما كانا يشعران أن مصير أوروبا سيتحدد بنتيجة المعركة· وضحّى باجراتيون بحياته، وفقد كولينكور في هذه الحرب التي سبق له أن عمل لمنعها أخاه الحبيب، وواجه يوجين ودافو عز وجلavout ومورا الموت مئات المرّات، وفاز نَي Ney في ميدان المعركة من نابليون بلقب أمير موسكو Moskva هذا اللقب الأثير المغري، لقد كان النصر عواناً بين الجانبين المتقاتلين وعندما حلّ الليل انسحب الروس بهدوء وظل الفرنسيون سادة الميدان لكن نابليون اعتبر النصر أبعد ما يكون عن أن يكون أكيداً· وأرسل كوتوزوف إلى إسكندر تقريراً فخوراً حتى إن كاتدرائيات سان بطرسبرج وموسكو قدّمت ابتهالات الشكر للرب· لقد فقد الفرنسيون 30,000 ما بين قتيل وجريح أما الروس ففقدوا 50,000·
وفي البداية، في 8 سبتمبر فكر كوتوزوف في تجديد المعركة لكن عندما علم بعدد قتلاه وجرحاه شعر أنه لا يستطيع تعريض جنوده الباقين لمذبحة مماثلة ليوم آخر، فواصل سياسة التراجع ومن الآن فصاعدا سيواصل هذه السياسة حتى النهاية· وفي 13 سبتمبر أمر بإخلاء موسكو، وفي 14 من الشهر نفسه انطلق محزوناً إلى حيث لا يدري الخطوة التالية·