قصه الحضاره (صفحة 1599)

وطرائق السلوك فيها، غير أن أمانتهم التقليدية (?) لا تزال قائمة بينهم إلى حد كبير، وإن يكن التوسع في حقوق الانتخاب وحدَّة التنافس التي تلازم التجارة الحديثة، قد أدخلا اليابان نصيبها النسبي من الرشوة التي هي من خصائص الحكم الديمقراطي، والقسوة التي تتصف بها الحياة الصناعية، وخفة اليد في عالَم المال؛ نعم إن "خُلُق الفرسان" (ويسمونه بوشيدو) لا يزال باقياً هنا وهناك بين طبقات الجنود العليا، ولذا فهو بمثابة الضابط الأرستقراطي الخفيف للجموح الشيطاني الذي استولى على عالمي التجارة والسياسة؛ والاغتيال كثير الوقوع على الرغم مما تتصف به عامة الناس من طاعة القانون والصبر على أحكامه - والاغتيال هناك لا يقع خلاصاً من استبدادية رجعية، بل يقع عادة لتشجيع روح الوطنية التي لا تبالي الاعتداء؛ من ذلك أن "جمعية الأفعوان الأسود" التي يرأسها "توياما" الذي يبدو في مظهر المنبوذ، قد كرست نفسها أكثر من أربعين عاماً، لبث سياسة غزو كوريا ومنشوريا بين أصحاب المناصب الحكومية في اليابان (?)، وقد اتخذت الاغتيال أداة للوصول إلى هذا الغرض، ومنها اكتسب الاغتيال مهمة شعبية ظل يقوم بها في تحريك العالم السياسي في اليابان (26).

لقد شارك الشرق الأقصى بلاد الغرب في الاضطراب الخلقي الذي يصحب كل تغير عميق يتناول الأساس الاقتصادي للحياة؛ وازدادت الحرب التي ما فتئت قائمة بين الأجيال المتعاقبة، بين الشباب الطافح بحماسته، وبين الشيوخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015