قصه الحضاره (صفحة 15977)

وكان هذا الدستور مرسوماً بالحقوق، كما كان يقصر الوجود اليهودي على المدن· وكانت الحقوق كبيرة إذ أتاح للأطفال اليهود الالتحاق بكل المدارس والجامعات في الإمبراطورية الروسية وأجازَ لهم تأسيس مدارس خاصة بهم على أن يكون التدريس فيها باللغة الروسية أو البولندية أو الألمانية وأن تستخدم إحدى هذه اللغات في المحَرّرات الرسمية· ولكلِّ جماعة يهودية أن تختار الرَّابيين (الحاخامات) الخاصين بها وكذلك كاهلاتها على ألا يصدر الرابي قراراً بالحرمان وأن يكون الكاهال مسئولاً عن جمع كل الضرائب التي تفرضها الدولة· ودُعي اليهود للعمل في مجال الزراعة بشراء الأراضي الشاغرة في أجزاء معينة من المناطق المتاح لهم الإقامة فيها Pale أو الاستقرار في أراضي التاج (أراضي الدولة) على أن يُعفوا من الضرائب في غضون السنوات القليلة الأولى·

وعلى أية حال فبحلول الأول من يناير سنة 1808 يصبح "ممنوعاً على أيَّ يهودي في قرية أو نجع أن يُؤجِّر أرضاً، أو يفتح حانة أو فندقاً أو صالوناً·· أو يبيع نبيذاً في القرى أو حتى أن يعيش فيها بأيِّ حجة مهما كانت "·

وكان هذا يعني إبعاد ستين ألف أسرة يهودية عن مساكنها في القرى، ووصلت مئات الالتماسات لسان بطرسبرج يطلب مُقدِّموها تأجيل هذا الترحيل الجماعي وانضم كثير من المسيحيين إليهم يؤيدونهم في مطلبهم هذا وأشار الكونت كوشبي Kochubey إسكندر إلى أنَّ نابليون كان يخطط ليعقد في باريس في فبراير 1807 اجتماعاً (سنهدريم) للرَّبيين (للحاخامات) من كل أنحاء غرب أوروبا لصياغة برنامج إجرائي لإعتاق اليهود ومنحهم حق الاقتراع· فأمر إسكندر بإيقاف برنامجه محل الجدل·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015