قصه الحضاره (صفحة 15954)

وفي هذه الأثناء نظم البولنديون جيشا صغيرا وطردوا البروس من وارسو، وعندما دخل نابليون العاصمة في 19 ديسمبر 1806 استقبله الجماهير بحفاوة بالغة وانضم الجنود البولنديون إلى جيشه راغبين في محاربة روسيا تحت قيادته، تماما كما كان فيلق بولندي يحارب باسمه (باسم نابليون) في إيطاليا· وربما كان نابليون يقدر جمال النسوة البولنديات وسحرهن أكثر من تقديره لعروض قادتهم· لقد وجدنا مدام فالفسكا Walewska التي وهبت نفسها له في البداية كنوع من التضحية أملاً في حثه على إنقاذ وطنها، وجدناها تحبه الآن بعمق وظلت معه خلال فصل الشتاء القارس الذي دمر - تقريبا - كل جيشه في إيلاو صلى الله عليه وسلمylau، ثم عادت إلى وارسو (فرسافا)، بينما واصل هو طريقه ليهزم الروس في فريدلاند Friedland·

وفي معاهدة تيلسيت (9 يوليو 1807) أجبر فريدريك وليم الثالث على التخلي عن مزاعمه في وسط بولندا (بولندا الوسطى) واعترفت المادة الرابعة من المعاهدة بدوقية وارسو الكبيرة (والجديدة) كدولة مستقلة يحكمها ملك سكسونيا· وفي 22 يوليو قدم نابليون للدوقية دستوراً مستقى من الدستور الفرنسي، والمساواة أمام القانون والتسامح الديني والتجنيد الإجباري، ورفع قيمة الضرائب وفرض رقابة على الصحف· ووضع الكنيسة الكاثوليكية تحت سلطة الدولة لكن كان يجب على الدولة أن تقبل بالعقيدة الكاثوليكية وتحميها·

وأعطى الدستور لليهود الحقوق الكاملة لكنه اشترط توثيق الدولة لزواجهم وممتلكاتهم من الأراضي· وكان نابليون يتوقع حربا حتى الموت مع إسكندر صلى الله عليه وسلمlexander فأوعز أن يحوي الدستور البولندي تأكيدا بدعم بولندا لفرنسا· وبالفعل فقد ظلت كل الطبقات تؤيد نابليون حتى عام 1814 أي عندما أصبح - أي نابليون - غير قادر على حمايتها· وظلت الفيالق البولندية في جيوشه تحارب معه بإخلاص حتى النفس الأخير· لقد راح كثيرون من البولنديين يهتفون في أثناء غرقهم عند انهيار جسر فوق البيريزينا رضي الله عنهerezina: عاش الإمبراطور، رغم أنه كان عائدا من روسيا بعد أن حاقت به أكبر نكبة عسكرية في التاريخ·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015