إنه حلم رائع يذكرنا بجمهورية أفلاطون ويسبق دعاة Prophets الاشتراكية الذين انعقدت عليهم الآمال في القرون المتعاقبة· ولم يكن لهذه الأفكار سوى تأثير قليل في عصر فتشته كما لم تسهم إلا بالقليل (رغم أن هذا القليل قد جرى تضخيمه) في إلهاب الحماس ضد نابليون· لكن فيشته كان يفكر في أمر هو أعظم من طرد الفرنسيين من بروسيا· لقد كان يحاول أن يجد طريقا لتحسين الطبيعة البشرية التي فعلت الكثير في التاريخ بجوانبها الخيرة والشريرة· وعلى أية حال فقد كان حلمه هذا حلما نبيلا شديد الثقة - ربما - في سلطان التعليم وقدرته على تغيير الصفات الوراثية والموروثات، كما أنه يفتح الباب - وهذا يدعو للحزن - لإساءة فهمه وإساءة استخدامه من قبل النظم الحكومية السلطوية، لكن فيشته قال: "لن أفقد الأمل ما حييت في أن أقنع بعض الألمان···· بأن التعليم وحده هو السبيل الوحيد لإنقاذنا"·
لقد ضعفت صحة فيشته لهروبه المصحوب بالمخاطر من إرلانجن صلى الله عليه وسلمrlangen إلى كونيجسبرج Konigsberg إلى كوبنهاجن إلى برلين، فبعد إكماله (خطابات إلى الأمة بوقت قصير) انهارت صحته، فذهب إلى تبليتز Teplitz وفيها استعاد صحته نسبيا وفي 1810 عين رئيسا لجامعة برلين الجديدة، وعندما بدأت بروسيا حرب التحرير حث فيشته طلبته بحماس بالغ على طرد المحتل حتى إن كلهم تقريبا دخلوا الجندية· وتطوعت زوجة فيشته للعمل كممرضة وأصيبت بالحمى فراح يعتني بها نهارا ويلقي محاضراته في الجامعة مساء وانتقلت إليه العدوى منها، فعاشت هي، ومات في 27 يناير 1814· وبعد ذلك بخمس سنوات ماتت فدفنت إلى جواره على وفق العادة الطيبة القديمة في الدفن التي تسمح للعاشقين والزوجين أن يدفنا متجاورين رمزا لأنهما أصبحا بعد الموت كيانا واحدا (حتى لو لم يجتمع منهما سوى الشعر والعظام)
2 - شيلنج SCHصلى الله عليه وسلمLLING: من 1775 إلى 1854 م