قصه الحضاره (صفحة 15886)

وفي سنة 1798 خطب جولي فون كاربنتير لكن الخطبة فشلت فلم ترس السفينة على شاطئ الزواج· وشارك السل (ذات الرئة) الحزن في إنهاك الشاعر فمات في 25 مارس 1801 وهو الثامنة والعشرين· وترك لنا رواية هي (هنريش فون أوفتردنجن Heinrich Von Ofterdingen (1798 - 1800) تقدم لقرائها تعبيرا مكثفا عن التطلع للسلام الديني (التوق الشديد إ ليه، والمقصود التطلع لنهاية الخلاف بين الكاثوليكية والبروتستنتية) · وكان قد امتدح في وقت من الأوقات (فيلهلم ميستر Wilhelm Meister) التي ألفها جوته كعمل واقعي يقدم وصفا مفيدا لتطور الإنسان، لكنه عاد الآن يدينها باعتبارها تضفي المثالية على الأعمال الدنيوية·

وكان البطل في روايته كشخصية تاريخية، فهو المؤلف الحقيقي لرواية ( Nibelungenlied) ، فجالاهاد Galahad كرس نفسه لتتبع وردة زرقاء رمزا لتحول الموت إلى فهم لا حد له (خالد) ولا نهاية· يقول هنريش: "إنها الوردة الزرقاء التي طالما تقت لرؤيتها، إنها دوماً في عقلي ولا أستطيع أن أتخيل سواها "· إننا نجد هنا، كما نجد في مقاله الذي حقق شهرة في وقت من الأوقات (الدولة المسيحية في أوربا) دفاعا عن العصور الوسطى كعصر مثالي (بل إنه دافع عن محاكم التفتيش) شهدت فيها أوربا وحدة سياسية ووحدة في عقيدتها الدينية، وكان من رأيه أن الكنيسة على حق في مقاومتها للعلم المادي والفلسفة العلمانية (غير الدينية) · ومن هذا المنظور يمكننا القول إن التنوير كان يتراجع حزينا· ولما كان الموت يدعوه إليه راح نوفاليزي يرفض كل الأهداف الدنيوية والمباهج الأرضية وراح يحكم بحياة أخرى (في العالم الآخر) لا مرض فيها ولا نصب ولا حزن، بل لا نهاية له·

6 - الأخوان شليجل

THصلى الله عليه وسلم رضي الله عنهROTHصلى الله عليه وسلمRS SCHLصلى الله عليه وسلمGصلى الله عليه وسلمL

طور بواسطة نورين ميديا © 2015