"أيها الجنود· إنكم جائعون عراه· إن الجمهورية مدينة لكم بالكثير، لكنها تفتقد الوسائل لرد ديونها لكم· لقد أتيت لأقودكم إلى أخصب سهول طلعت عليها الشمس· فالمديريات الغنية والمدن الوافر ثراؤها·· كلها ستكون تحت أمركم· أيها الجنود، أيكون هذا الرخاء أمامكم ثم تعوزكم الشجاعة والثبات؟ ·
لقد كان ذلك دعوة واضحة للسلب والنهب· وكان هذا ضرورياً وإلا بأية وسيلة كان يستطيع هؤلاء الرجال الذين لم يتقاضوا مرتباتهم تحمّل المسيرة الطويلة ثم مواجهة الموت؟ فما كان نابليون مثل معظم الحكام والثوريين ليسمح للاعتبارات الأخلاقية أن تعوق النصر، وكان واثقا أن نجاحه سيمحو خطاياه· ألا يجب أن تساهم إيطاليا في تكاليف تحريرها؟
لقد كان الهدف الأول لإستراتيجيته هو أن يحطم الجيش السرديني ويدفع ملك سردنيا للتراجع إلى تورين Turin عاصمة بيدمونت التابعة له ودخل نابليون في سلسلة مواجهات عسكرية حسمها لصالحه بنجاح: في مونتنوت (11 أبريل) وميليسيمو Millesimo (13 أبريل) وديجو (15 أبريل) وموندوفي Mondovi (22 أبريل) وأدى هذا إلى بعثرة القوات السردينية وتدميرها مما أرغم تشارلز إمانوئيل على توقيع هدنة في شيراسكو Cherasco (28 أبريل) تنازل بمقتضاها عن سافوي ونيس لفرنسا، ومن ثم ا نسحب من الحرب·
وفي هذه المعارك أثر القائد الشاب في المحاربين التابعين له بأوامره الواضحة الحاسمة، وتكتيكاته المنطقية الناجحة التي تكمل حكمة إستراتيجيته التي كانت مبنية في غالبها على مهاجمة جناحي العدو ومؤخرته· وتعلم الجنرالات الأقدمون أن يطيعوه ثقةً منهم في رؤيته وحكمه، أما الضباط الأصغر سنا (مثل جونو Junot ولان Lannes ومورا Murat ومارمون Marmont وبيرتييه رضي الله عنهerthier) فكانوا مخلصين له حتى أنهم واجهوا الموت مرارا بسببه· وعندما وصل الجنود الباقون على قيد الحياة بعد هذه الانتصارات إلى مرتفعات مونت زيموتو Monte Zemoto التي يمكن أن يروا منها سهول لومبارديا Lombardy المشمسة انخرط كثيرون منهم في تحية تلقائية للقائد الشاب الذي قادهم بعبقرية·