قصه الحضاره (صفحة 14838)

وذكر ليفي Livy أن: "كورسيكا جزيرة وعرة جبلية معظمها غير مأهول بالسكان· وأهلها يشبهون طبيعة بلادهم فهم متمردون كالوحوش لا يحكمون" لكن احتكاكها بإيطاليا قد هذب نوعاً ما من هذه الوحشية، ولكن جدب الأرض والحياة القاسية، البدائية غالبا والعداوات الأسرية الشديدة والدفاع الضاري ضد الغزاة، كل ذلك جعل أهل كورسيكا على أيام باولي صالحين لحرب العصابات أكثر من صلاحيتهم للتنازلات التي يتحتم على ذوي الطباع العنيفة أن يقوموا بها للخضوع للنظام وهو أمر مطلوب لتشكيل الحضارة· لقد كانت الحياة المدنية تتطور في عاصمة كورسيكا، لكن خلال معظم الفترة التي كانت فيها ليتيزيا رامولينو بونابرت Letizia Ramolino رضي الله عنهuonaparte ( أم نابليون) تحمل بونابرت، كانت تتبع زوجها من معسكر إلى معسكر مع باولي، وعاشت في خيام أو أكواخ في الجبال وتنفست هواء المعركة· ويبدو أن طفلها (نابليون) يتذكر كل ذلك ويسري فيه مسرى الدم فلم يكن لديه بعد ذلك مقدار من السعادة كتلك التي يحس بها وهو يخوض غمار الحروب· لقد ظل إلى النهاية كورسيكا Corsica · وفي كل شيء كان إيطاليا فيما عدا الفترة الزمنية والتعليم -، إيطالياً سلَّمه عصر النهضة لكورسيكا، فعندما استولى على إيطاليا وضمها لفرنسا استقبله الفرنسيون بترحيب باعتباره إيطاليا غزا فرنسا·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015