"أشعر أنني فقدت الرغبة في متابعة هذه المذكرات · فالبؤس الذي يعانيه وطني يعذبني، إن كآبة تتغلغل في روحي رغم إرادتي فتشل خيالي، فقد أصبحت فرنسا جلجوثا Golgotha واسعة (ساحة إعدام) ·· لقد أصبحت ميدانا للإرهاب وأصبح أطفالها يبكون ويدمر بعضهم بعضا ··· لا يستطيع التاريخ أن يصور هذه الأيام المرعبة، ولا الغيلان التي تملأها ومن معها (مع الغيلان) من برابرة ··· أكانت باريس يوما مثل روما أو بابل؟ "·
وتنبأت أن دورها سيحين حالا فقد كتبت في مذكراتها المخطوطة كلمة وداع لزوجها وعشيقها اللذين هربا من الشرك الذي أعدّ لهما:
"آه يا صديقي، ربما قادكما قدركما الملائم السمح إلى الولايات المتحدة الملاذ الوحيد للحرية ·· وأنت يا زوجي وصديقي قد اعتراك الضعف فقد صرت عجوزا قبل الأوان وتملصت من القتلة بصعوبة، أيسمح لي أن أراك مرة أخرى؟ ··· إلى متى يجب أن أبقى شاهدة على خراب بلادي وانحطاط مواطني؟ " ·
ولم يطل الانتظار ففي 8 نوفمبر سنة 1793 مثلت أمام المحكمة الثورية ووجهت إليها تهمة الاشتراك مع رولان في إساءة استخدام الميزانية العامة وإرسالها خطابات من زنزانتها لتشجيع باربارو رضي الله عنهarbaroux وبوزو رضي الله عنهuzot اللذين كانا في ذلك الوقت يثيران التمرد على سيطرة اليعاقبة على المؤتمر الوطني، وعندما تحدثت مدافعة عن نفسها اتهمها الحضور (المشاهدون) الذين تم اختيارهم بعناية بأنها خائنة· وصدر الحكم بأنها مذنبة وتم إعدامها بالمقصلة في اليوم نفسه في ميدان الثورة · وثمة رواية غير مؤكده تفيد أنها نظرت إلى تمثال الحرية الذي أقامه ديفيد في الميدان المهيب، وصاحت: " آه أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك! " ·