ووصل الموكب إلى فرساي بينما المطر ينهمر بكثافة، وتجمعوا في صفوف كيفما اتفق أمام بوابات القصر الملكي العالية وأسواره وطالبوا بمقابلة الملك، وتوجه وفد إلى الجمعية الوطنية وأصر على ضرورة أن يدبر المندوبون في الجمعية الخبز للحشود المتجمعة· واتجه مونييه Mounier - القائم بالحراسة في ذلك الوقت مع إحدى المندوبات وهي سيدة لطيفة اسمها لويسون شابري Louison Chabry لمقابلة لويس· فلما رأته تأثرت كثيرا حتى إنها لم تستطع أن تنطق سوى بكلمة واحدة (خبز) ومن ثم سقطت مغشيا عليها· فلما أفاقت وعدها لويس بتدبير خبز للجموع الجائعة التي بللها المطر· وعندما همت بالمغادرة أرادت أن تقبل يده لكنه عانقها عناقا أبويا·
وفي هذه الأثناء اختلطت كثيرات من الباريسيات الجذابات بجنود الفلمنكية (كتائب الفلاندرز الآنف ذكرها) وأقنعنهم بعدم إطلاق النار على النسوة العزل· فتعاطف معهن الجنود واصطحب كثيرون من الجنود هؤلاء الجميلات الجائعات إلى ثكناتهم وقدموا لهن الطعام والدفء· وفي الساعة الحادية عشرة من هذه الليلة وصل لافاييت Lafayette على رأس خمسة عشر ألف من الحرس الوطني، فاستقبله الملك، وتعهد له لافاييت بحمايته، لكنه أي لافاييت - انضم إلى نكر Necker بتوجيه النصح للملك بقبول مطالب الشعب بالتوجه مع الملكة ليعيش في باريس· وكان لافاييت مرهقا فاتجه إلى هوتيل دي نوال Hotel de Noailles ·
وفي الصباح الباكر في يوم السادس من أكتوبر اندفعت الجماهير الغاضبة المرهقة إلى ساحة القصر الملكي من خلال بوابة تصادف فتحها وشق بعض الرجال المسلحين طريقهم إلى السلم ومنه إلى غرفة نوم الملكة التي هربت بلباس نومها وابنها على ذراعيها إلى غرفة الملك· وقاوم حرس القصر هذا الاقتحام ولاقى ثلاثة منهم حتوفهم، وهب لافاييت متباطئا لكنه كان راغبا في تقديم العون- لتهدئة هذا الشغب، مؤكدا الموافقة على مطالب الثائرين· واتجه الملك إلى الشرفة ووعد الجموع بالانتقال إلى باريس، فصاحت: "عاش الملك"!