وأغلق رجال البنوك البورصة وكونت الطبقة الوسطى ميليشيا خاصة بها أصبحت هي نواة الحرس الوطني بقيادة لافاييت Lafayette؛ كل ذلك خوفاً من عنف طائش لا يميز وتدمير للممتلكات وذعر مالي· ومع هذا فإن بعض الوكلاء البورجوازيين - رغبة منهم في حماية الطبقة الوسطى التي أصبحت آمنة الآن - أسهموا في تمويل المقاومة الشعبية للملكية المطلقة وجذب الحرس الفرنسي من أحضان الملكية صوب المشاعر الديمقراطية · وفي 13 يوليو أعيد تشكيل الجماهير فانضم إليهم عدد كبير من أحياء الفقراء وأتاهم مدد جديد من الجنود الجدد من كل حدب وصوب، وغزت هذه الجماهير المتزايد عددها مخزن السلاح في مستشفى المحاربين القدماء Hotel des Invalides واستولت على 28,000 بندقية (مسكت) وبعض المدافع، وخشي بيسينفال رضي الله عنهesenval أن تطلق هذه الكتائب الشعبية النار على الشعب فاحتفظ بهم في الأحياء الجانبية، وعلى أية حال فقد أصبحت الجماهير المسلحة تسيطر الآن على العاصمة·
كيف يتم تصريف طاقات هذه القوى؟ لقد اقترح كثيرون توجيهها في محاولة للاستيلاء على الباستيل، ذلك الحصن القديم الواقع في الجانب الشرقي من باريس والذي شرع في بنائه منذ سنة 1370 وجرت توسعته شيئا فشيئاً في السنوات اللاحقة بقصد احتجاز وسجن من يحيق بهم غضب الملك أو النبلاء، وعادة ما كان ذلك يتم من خلال أوامر سجن تصدر بشكل سري من الملك Letters de Cachet، وفي سنة 1784 طلب من المهندس المعماري وضع خطط لتدمير الزنزانات الكئيبة من غير أن يعلم الناس بهذه الأوامر فقد كانوا يظنون أن الباستيل يضم زنزانات يقبع بها ضحايا الحكم الاستبدادي·