قصه الحضاره (صفحة 14679)

وتم افتتاح الدورة الملكية في 23 يونيو أي بعد الميعاد المقرر لها بيوم، وتلي خطاب للملك في حضوره، وكان الخطاب يعكس اقتناعه أنه بغير حماية النبلاء والكنسية ستتضاءل أهميته السياسية، ورفض في خطابه هذا دعوى الطبقة الثالثة بأنها هي الأمة، باعتبار ذلك أمراً غير قانوني· ووافق الملك في خطابه هذا على إلغاء السخرة، وإبطال إصدار المراسيم الملكية القاضية بالسجن من غير محاكمة وإلغاء رسوم الانتقال داخل فرنسا وكل ما يترتب على نظام القنانة serfdom ( عبودية الأرض) لكنه أكد على اعتراضه عل كل ما يفسد "الحقوق الدستورية القديمة،·· فيما يتعلق بالملكية أو المزايا الشرفية لطبقتي النبلاء والإكليروس" ووعد بالمساواة في الضرائب في حالة موافقة هاتين الطبقتين· كما قال إن كل ما يتعلق بالدين أو الكنسية لا بد أن يتم بموافقة الإكليروس، وأنهى خطابه بإعادة تأكيده على النظام الملكي المطلق:

"وإذا شاءت الأقدار أن تخليتم عني في هذا المشروع العظيم، فإنني وحدي سأعمل على رفاهية شعبي، وأنا وحدي الذي يجب أن ينظر في أمر ممثليه الحقيقيين·· اعتبروا أيها السادة ولتعلموا أن أيا من مشروعاتكم وخططكم لن يكون له قوة القانون بغير موافقتي·· إنني آمركم أيها السادة أن تنفضوا فورا، وأن تجتمعوا غدا كل واحد منكم في الصالة المخصصة لطبقته" ·

وغادر الملك ومعظم النبلاء وعدد قليل من الإكليروس صالة الاجتماع، وأعلن المركيز دي بريزى de رضي الله عنهreze عن رغبة الملك في إخلاء الصالة· وأجاب باييه رضي الله عنهailly - رئيس الجمعية - بأن الأمة المجتمعة لا يمكنها أن تقبل مثل هذا الترتيب، ودوى صوت ميرابو كالرعد معلنا لدى بريزى de رضي الله عنهreze: " اذهب وقل لمن أرسلوك إننا هنا بإرادة الشعب ولن نغادر إلا إذا أجبرتمونا على ذلك بالقوة المسلحة" · ولم يكن ما قاله صحيحا فقد أتوا إلى هنا بناء على دعوة الملك ومع هذا فقد عبر المجتمعون عن هذا المعنى نفسه بالصياح قائلين: "تلك إرادة الجمعية" وعندما حاول الحرس الملكي دخول القاعة سدت مجموعة من النبلاء الليبراليين - وكان من بينهم - لافاييت Lafayette - المداخل بسيوفهم المشهرة، وعندما سئل الملك عما يجب عمله أجاب بضجر "دعوهم يبقون"·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015