قصه الحضاره (صفحة 14661)

وكان هؤلاء العمال يلبسون سراويل طويلة تصل إلى كعوب أقدامهم أكثر مما يرتدون السراويل القصيرة التي تصل إلى الركبة والمعروفة باسم الكلوتات Culottes والجوارب كما يفعل أبناء الطبقات العليا لذا فقد أطلق على هؤلاء العمال اسم "الطبقة التي لا ترتدي كلوتات Sans Culottes" وقد لعبت هذه الطبقة دورا فعالا (دراماتيا) في الثورة الفرنسية· وقد أدى تدفق الذهب والفضة من العالم الجديد وإصدار النقود الورقية بشكل متكرر إلى ارتفاع الأسعار في أنحاء أوروبا كلها، ففي فرنسا ارتفعت الأسعار فيما بين عامي 1741 و1789 بمقدار 65% بينما لم ترتفع الأجور سوى 22%، وفي ليون Lyons كان هناك 30,000 شخص معفون من الخدمة في سنة 1787، وكان في باريس 100,000 أسرة مدرجة باعتبارها في حالة عوز في سنة 1791 · وكان من الممنوع إنشاء اتحادات عمال ذوات أهداف اقتصادية ومن هنا تتالت الإضرابات· وكلما اقترب ميعاد الثورة كان مزاج العمال وحالتهم النفسية يزدادان توترا واكتئابا وميلاً إلى الثورة والتمرد، ولم يكن ينقصهم سوى بندقية وزعيم ليستولوا على الباستيل ويغزوا قصر التوليري Tuileries ويعزلوا الملك·

ومن المسلم به أن الفلاحين في فرنسا في سنة 1789 كانت حالهم أفضل مما كانت عليه قبل قرن من الزمان عندما بالغ لابرويير La رضي الله عنهruyére قائلاً: إنه لا يكاد يميز بينهم وبين البهائم ·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015