إلى طاعتهم للأوامر، وأقنعوا بأن يرسل في طلب ستة أفواج من الأقاليم. وفي السابع والعشرين، وتحولا إلى نصيحة نكير، أمر لويس وفود النبلاء والأكليروس بالانضمام إلى باقي النواب. ففعلوا، ولكن النبلاء أبو المشاركة في التصويت بحجة أن تفويضهم عن دوائرهم الانتخابية يمنعهم من التصويت الفردي في مجلس الطبقات. وخلال الأيام الثلاثين التالية عاد أكثرهم إلى ضياعهم.
وفي أول يوليو استدعى الملك إلى باريس عشرة أفواج، معظمهم من الألمان والسويسريين. وفي الأسابيع الأولى من يوليو احتل آلاف جندي بقيادة المشال برولي فرساي، واتخذ عشرة آلاف أخر بقيادة البارون بزينفال مواقعه حول باريس، ولا سيما في الشان دمارس. واعتقدت الجمعية والشعب أن الملك يخط لتفريقهم أو تخويفهم. وبلغ الخوف من القبض ببعض النواب مبلغاً جعلهم يبيتون في قاعة لملاهي الصغرى بدلاً من العودة إلى بيوتهم ليلاً (72).
في جو الإرهاب هذا عينت الجمعية لجنة لوضع مخططات لدستور جديد. وقدمت اللجنة للجمعية تقريراً تمهيدياً 9 يوليو، ومن ذلك اليوم أطلق النواب على أنفسهم اسم "الجمعية التأسيسية الوطنية". وكان الميل السائد بين الأعضاء في جانب الملكية الدستورية. وكان من رأي ميرابو المطالبة بـ "حكومة شبيهة بحكومة إنجلترا بوجه عام" تكون فيها الجمعية الهيئة التشريعية، ولكنه واصل في السنتين اللتين أفسحتا له في أجله الإلحاح على الاحتفاظ بملك لفرنسا. وأثني على لويس السادس عشر لما أتصف به من طيبة قلب وسماحة مقصد يشوش عليهما أحياناً مشيروه قصار النظر، ثم تساءل:
"هل درس هؤلاء الرجال، في تاريخ أي شعب من الشعوب، كيف تبدأ الثورات وكيف تنفذ؟ وهل لاحظوا بأي سلسلة رهيبة من الظروف يكره أعقل الرجال على إتيان أفعال تتجاوز كثيراً حدود الاعتدال، وبأي دوافع مخيفة يقذف بشعب غاضب إلى ألوان من الشطط لو فكروا فيها بمجرد تفكير لارتعدت فرائصهم فرقاً؟ " (73).