ما جد نشره ولأحصل على قائمة بكل ما نشر ووجدت أن كل ساعة تلد جديداً. فقد صدر من النشرات اليوم ثلاث عشرة، وأمس ست عشرة، وفي الأسبوع الماضي اثنتان وتسعون .. وتسع عشرة من عشرين من هذه النشرات يناصر الحرية، ويناوئ الأكليروس والنبلاء عادة ... ولا يصدر أي رد عليه" (65).
وفي 10 يونيو أوفد نواب الطبقة الثالثة لجنة إلى النبلاء والأكليروس تكرر دعوتهم إلى اجتماع موحد، وتصرح بأنه إذا واصلت الطبقتان لاجتماع منفصلتين فإن الطبقة الثالثة ستأخذ في تشريع للأمة بدونهم. ووقع التصدع في صراع الإرادات الجماعية في 14 يونيو، حين انضم تسعة من كهنة الأبرشيات إلى نواب العامة. وفي ذلك اليوم انتخبت الطبقة الثالثة، بأي رئيساً لها، ووضعت لنفسها نظاماً للمناقشة والتشريع. وفي اليوم الخامس عشر اقترح سييس أن يطلق النواب المجتمعون في قاعة الملاهي الصغير-الذين يمثلون ستة وتسعين في المائة من الأمة-على أنفسهم اسم "جمعية نواب الأمة الفرنسية المعترف بهم ولثابتة صحة عضويتهم. ورأى ميرابو أن العبارة فضفاضة ولا بد أن الملك سيرفضها. وبدلاً من أن يتراجع سييس، بسط الاسم المقترح فجعله "الجمعية الوطنية"، وكذلك تمت الموافقة على الاسم الجديد بأغلبية 491 مقابل 89 صوتاً (66). وقد غير هذا الإعلان الملكية المطلقة تلقائياً إلى ملكية مقيدة، وأنهى السلطات التي امتيازاتها الطبقات العليا، وشكل-من الناحية السياسية-بداية الثورة.
ولكن هل يقبل الملك هذا الغض من سلطته؟ ولكي تعطفه الجمعية الوطنية للقبول قررت أن جميع الضرائب القائمة ينبغي دفعها كالسابق إلى أن تحل الجمعية، وبعدها لا تدفع ضرائب إلا ما أذنت به الجمعية؛ وأن الجمعية ستنظر بأسرع ما تستطيع في أسباب عجز الخبز وعلاجه؛ وأنها بعد قبول دستور جديد ستتكفل بديون الدولة وتوافق على سدادها، وقد استهدف أحد هذه القرارات تهدئة القائمين بالشغب، وسعى آخر
إلى