قصه الحضاره (صفحة 14530)

عشرة أحب جانيت روسو، وكان في السابع عشرة، وبدأ إعجابه الذي امتد طوال حياته بأقدام الأنثى "مان شعوري نحوها رقيقاً كما كان حاداً .. وكانت قدمها الجميلة شيئاً لا أستطيع مقاومته" (98). ولعل الرغبة في تخليصه من شراك كهذه هي التي أوحت بإيفاده إلى أوكسير (1751) ليعمل تلميذاً لطابع. وسرعان ما أغوى زوجة معلمه، ولكن لا سند لنا لهذه الواقعة غيره. ثم يقول إنه في الخامسة عشرة كان له خمس عشرة "خليلة". وبعد أربع سنين من هذه الرواية انتقل إلى باريس، وهناك استخدم طابعاً باليومية يكسب فرنكلين ونصفاً في اليوم، وهو أجر مكنه من الحصول على طعامه ودفع أجر مومس بين الحين والحين، وكان إذا قلت موارده نام مع الخادمات (99). وفي 1760 حين كان في السادسة والعشرين تزوج امرأة تكاد تقاربه خبرة، واسمها أجنيس لوبيك، ثم تبين أن كليهما غير وفي لصاحبه. وتم طلاقهما في 1784، لا بسبب هذه الزلات، بل لأن كليهما وقع في شرك التأليف، وكانا يتنافسان على الورق والمداد والشهرة.

وكان نيقولا قد بدأ حياته كاتباً في 1767 بقصته "قدم فانشيت" التي كانت قدم الصبية هي "أبرز ملامحها Piéce عز وجلe Résistance" وكان أول عمل أدبي ناجح له هو "الفلاح المنحرف" (1775) وهو يقص بالرسائل كيف انحرف الفلاح إدمون بعد انتقاله إلى باريس متأثراً بحياة المدينة وفسوقها. فليعلمه ملحد يدعى جودي داراس أن الله أسطورة وأن الأخلاق أكذوبة، وأن كل اللذات مشروعة، وأن الفضيلة عبء ثقيل لا مبرر له على الحقوق الطبيعية لرغباتنا، وأن أول واجباتنا أن نعيش ملء حياتنا ما استطعنا العيش (100). وقبض على أراس، فيقول له إدمون "يوجد إله"، ويشنق أراس غير نادم ولا تائب. وقد سمى أحد معاصري المؤلف هذا الكتاب "علاقات الناس الغرامية الخطرة" (101)، وذهب رستيف إلى أنه سيعيش ما عاشت اللغة الفرنسية (102) وفي كتاب مرافق سماه "الفلاحة المنحرفة" (1784) واصل الهجوم على انعدام المسئولية الأخلاقية ومفاسد حياة المدينة. وقد استعمل حصيلته من كتبه ليرفع مقامه درجة أو اثنتين على السلم الاجتماعي الفاسق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015