وارتشاءهم، وعجز الإدارة-كلها تهدد مركز الشركة في الهند، فأعيد كلايف على عجل إلى كلكتا (1765) حاكماً للبنغال. وهناك كافح لوقف الفساد بين مساعديه، والتمرد بين جنده، وانتفاضات الحكام الوطنيين المتكررة على الشركة. وفي 12 أغسطس 1765 أقنع شاه علم المغولي بأن يعطي الشركة الإشراف المالي المطلق على ولايات البنغال، وبهار، وأوريسا، التي تضم من السكان ثلاثين مليوناً وتغل إيراداً سنوياً قدره 4. 000. 000 جنيه. وهذا، بالإضافة إلى انتصار كلايف في بلاسي، خلق الإمبراطورية البريطانية في الهند.
وبعد أن تحطمت صحة كلايف من جراء نضال امتد عامين، عاد إلى إنجلترا في يناير 1767. وتجدد هجوم بعض مديري الشركة عليه، وأيد الهجوم موظفون كان قد كبح محاولات ابتزازهم للمال. ثم شارك نبأ مجاعة كبرى في الهند، وهجمات الوطنيين على معاقل الشركة، في إحداث ذعر مني من جرائه نفر من أقطاب الإنجليز بخسائر فادحة. وفي 1772 فحصت لجنتان برلمانيتان شئون الهند، فأماطتا اللثام عن ضروب من الابتزاز والقسوة جعلت هوراس ولبول يصيح: "لقد فقدنا الأسبان في بيرو! لقد قتلنا، وخلعنا الحكام، ونهبنا؛ واغتصبنا .. أجل، فما قولكم في مجاعة البنغال التي هلك فيها ثلاثة ملايين من الأنفس وسببها احتكار موظفي شركة الهند الشرقية للمؤن؟ " (121) وفي 1773 طالبت إحدى لجنتي الفحص كلايف بأن يفسر لمجلس العموم الطرق التي استخدمها والمكاسب التي حققها في الهند. فسلم لهم بجميع الوقائع تقريباً، وكان دفاعه عنها أن العادات المحلية وضرورات الموقف بررتها، ثم أضاف أن على الأعضاء حين يجيئون ليدينوا شرفه ألا ينسوا شرفهم. وصوت المجلس بأغلبية 155 ضد 95 بأنه تلقى 234. 000 جنيه خلال إدارته الأولى للبنغال، ولكنه "في الوقت نفسه أدى لوطنه في الواقع خدمات جليلة جديرة بالثناء" (122) وبعد عام انتحر كلايف غير متجاوز التاسعة والأربعين (22 نوفمبر 1774):
وفي 1773 استصدر اللورد نورث من البرلمان قانوناً تنظيمياً أقرض الشركة سلفة مقدارها 1. 400. 000 جنيه لينقذها (هي ومساهميها من النواب)