قصه الحضاره (صفحة 14164)

وكان الشعب الإنجليزي تواقاً للسلام، ولكن ساءه النزول عن هذه الأقاليم الكثير للمستعمرات، وبلغ النقد الموجه لشلبيرن من المرارة حداً حمله على تقديم استقالته (24 فبراير 1783) ولما كان الشقاق بين شلبيرن وفوكس قد قسم حزب الأحرار إلى شيع لم يكن لإحداها من القوة ما يتيح لها الهيمنة على البرلمان، فقد وافق فوكس على تشكيل وزارة ائتلاف مع عدوه القديم اللورد نورث. وأصبح بيرك صيرفياً للقوات المسلحة ثانية. أما شريدان الذي لم يفق من ديونه قط فقد عين وزيراً للخزانة. وكان فوكس وبيرك يفحصان منذ فترة مسلك الإنجليز في الهند، واحتمل ذلك البلد الآن محل أمريكا بوصفه أشد المشاكل إلحاحاً في السياسة البريطانية.

6 - إنجلترا والهند

كانت شركة الهند الشرقية البريطانية قد أعيد تنظيمها في 1709 باسم الشركة المتحدة لتجار إنجلترا المتجرة مع الهند الشرقية". وقد خولهما المرسوم الذي حصلت عليه من الحكومة البريطانية احتكار التجارة البريطانية مع الهند. وكان يدير شئونها رئيس وأربعة وعشرون مديراً ينتخبهم سنوياً "مجلس الملاك" لكل مساهم فيه بخمسمائة جنيه أو أكثر من صوت واحد. وقد أصبحت الشركة في الهند منظمة حربية كما كانت منظمة تجارية، وقاتلت الجيوش الهولندية والفرنسية والوطنية للظفر بنصيب من إمبراطورية المغول المتهاوية، وفي حرب من هذه الحروب استولى سراج الدولة، حاكم البنغال، على كلكتا من الشركة، وحبس 146 أوربياً في "جحر كلكتا الأسود"-وهو حجرة طولها ثمانية عشر وعرضها أربعة عشر قدماً، ليس فيها غير طاقتين صغيرتين، ومات من السجناء 123 أثناء الليل (20 - 21 يونيو 1756) من الحر أو الاختناق.

وقاد روبرت كلايف حاكم قلعة سانت ديفيد قوة صغيرة لاسترداد كلكتا للشركة وشارك في المؤامرة التي دبرها مير جعفر، وهو نبيل في بلاط سراج الدولة، للإطاحة بهذا الحاكم، ثم استطاع بتسعمائة أوربي و2. 300 جندي من الوطنيين أن يهوم خمسين ألف مقاتل في بلاسي (23 يونيو 1757)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015