الشركاء، الذين اكتفوا بالثلث في حين كان الكل رهن إشارتهم إن طلبوه" (41). واغتبط جماعة الفلاسفة لأن بولندة المتعصبة عاقبها مستبدوهم المستنيرون، ورحب فولتير بالتقسيم باعتباره هزيمة تاريخية للكنيسة الكاثوليكية، (42) ولكنه بطبيعة الحال لم يكن سوى انتصار للقوة المنظمة على العجز الرجعي.
1773 - 1791
كان على بونياتوفسكي أن يختار الآن بين روسيا وبروسيا حامياً له وسيداً عليه. فاختار روسيا، لأنها أكثر بعداً، ولأن روسيا دون غيرها تستطيع منه فردريك من الاستيلاء على دانتزج وتورن. وكانت كاترين تواقة إلى الحيلولة دون مزيد من توسع بروسيا، التي كان جيشها العقبة الكؤود في طريق التوسع الروسي غرباً. لذلك أمرت سفيرها في وارسو بأن يقدم العون لبونياتوفسكي بكل طريقة تتفق ومصالح روسيا، وأرسلت إلى الملك المقترحات التي وضعها بنين من قبل لدستور بولندي أيسر نفيذاً. وقد احتفظ هذا الستور بنظام الملكية الانتخابية وحق النقض المطلق، ولكنه دعم قوة الملك بأن أقام برآسته، وكأداته التنفيذية، مجلساً دائماً من ستة وثلاثين عضواً، ينقسم إلى وزارات للشرطة والعدل والمالية والشئون الخارجية والحرب؛ ثم نص على إنشاء جيش نظامي من ثلاثين ألف مقاتل. وخاف النبلاء أن يهدد الجيش كهذا سيطرتهم على الملك، فخفضوا العدد إلى ثمانية عشر ألفاً، على أن الديت الذي انعقد في 1775 صدق على الدستور الجديد مع هذا الاستثناء واستثناءات صغيرة أخرى، وأصبح في وسع بونياتوفسكي الآن أن يشرع في رد شيء من العافية على الأمة.
واستمر الفساد ولكن الفوضى قلت، فأمكن التغلب على عصابات قطاع الطرق، ونما الاقتصاد القومي. وعمقت الأنهار لتسمح بمرور السفن الكبيرة، وشقت الترع لتصل بين الأنهار، وأكملت في 1783 "قناة ملكية" تربط البحرين البلطي والأسود. وازداد سكان بولندة بين عامي 1715 و1773 من 6. 500. 000 إلى 7. 500. 000، وتضاعف دخل الدولة. وتقرر نظام للمدارس القومية، وأعدت الكتب المدرسية وزود بها التلاميذ،