زعمائهم-الطامعين في الخبر واعفو-بوجاشيف وسلموه للمنتصرين. فجيء به إلى موسكو في قفص من حديد، وحوكم في الكرملين، وقطع رأسه ومزق جسده أرباعاً، وعرض رأسه على عمود في أربعة أقسام من المدينة ليكون "عبرة لغيره" ثم أعدم خمسة من ضباطه، وجلد غيرهم على هذا الجانب من الموت، ونفوا إلى سيبيريا. وكان من نتائج الفتنة دعم التحالف بين الإمبراطورة والنبلاء.
على أنها تحدث النبلاء شيئاً ما بتأييدها لنمو طبقة قوامها رجال المال والأعمال. ذلك أن اقتناعها ببراهين الفزيوقراطيين دعاها لإقرار حرية التجارة في المحاصيل الزراعية (1762)، ثم في كل شيء، وأنهت (1735) الاحتكارات المعتمدة من الحكومة بإصدارها قراراً يبيح لكل إنسان حرية الاضطلاع بأي مشروع صناعي وتنفيذه. وقد أخر نمو الطبقة الوسطى غلبة الصناعة التي تقوم في الأكواخ والعزب، ومشاركة النبلاء في المغامرات الصناعية والتجارية. وزادت المصانع من 984 إلى 3. 161 في عهد كاترين، ولكن هذه كان أكثرها ورشاً صغيرة لا تستخدم من الصناع إلا القليلين. وزاد سكان المدن من 328. 000 في عام 1724 إلى 1. 300. 000 في عام 1796 - ومع ذلك لم يزل أقل من أربعة في المائة من مجموع السكان (65).
ولم تأل الإمبراطورة الكثيرة الشواغل جهداً في النهوض بالتجارة دون أن تلقى إلا التأييد الضنين من حاشيتها النبيلة. لقد كانت الطرق غاية في السوء، ولكن الأنهار كثيرة، وقد ربطتها القنوات في شبكة مفيدة. وفي عهد كاترين بدئ شق قناة بين الفولجا والنيفا لربط البلطيق ببحر قزوين، وقد خططت لقناة أخرى تصل بحر قزوين بالبحر الأسود (66). وظفرت بالتفاوض أو بالحرب بحرية مرور التجارة الروسية دون معوق في البحر الأسود ومنه إلى البحر المتوسط. ثم حثت دبلوماسييها على عقد المعاهدات التجارية مع إنجلترة (1766) وبولندة (1775) والدنمرك (1782) وتركيا (1783) والنمسا (1785) وفرنسا (1787). ونمت التجارة الخارجية من 21. 000. 000 روبل عام 1762 إلى 96. 000. 000 عام 1796 (67).