قصه الحضاره (صفحة 13676)

إنسان وظيفة كان عليه أن يدفع ثمنها، وإذا شاء إنسان أن يدفع عن نفسه شر الافتراء، فبالمال، وإذا أراد أن يتهم جاره زوراً وبهتاناً ففي استطاعته بالهدايا أن يضمن نجاح خططه الشريرة" (12).

وكان بعض المؤامرات التي تكاثرت من حولها يستهدف إحلال إيفان السادس محلها. وكان قد قضى الآن رهين السجن إحدى وعشرين سنة بعد أن خلعه انقلاب ديسمبر 1741. ففي سبتمبر 1762 أفصح فولتير عن خوفه من أن "إيفان قد يطيح بمن أحسنت إلينا" (13)، وكتب يقول: "أخشى أن تقتل إمبراطورتنا العزيزة. " (14) فزارت كاترين إيفان، ووجدته "إنساناً مهملاً مهجوراً تردى في العته نتيجة السجن سنين طويلة" (15) ثم تركت لحراسه أوامر بأنه لو بذلت أي محاولة لم تصرح بها هي نفسها للإفراج عنه، فعليهم أن يقتلوا إيفان خيراً من أن يسلموه. وفي منتصف ليلة 5 - 6 يوليو 1764 ظهر ضابط في الجيش يدعى فاسيلي ميروفتش على باب السجن يحمل ورقة فحواها أنها أمر من مجلس الشيوخ بتسليم إيفان له. ثم مضى يعينه بعض من الجند وطرق باب الزنزانة التي كان حارسان ينامان فيها مع إيفان، وطالب بالدخول. فلما رفض طلبه أمر بإحضار مدفع لتحطيم الباب. فلما سمع الحارسان الأمر قتلا إيفان. وقبض على ميروفتش وأعلنت وثيقة عثر عليها في جيبه أن كاترين خلعت، وإن إيفان السادس أصبح منذ الآن قيصراً لروسيا. ورفض عند محاكمته أن يفضي بأسماء شركائه. وكان جزاؤه الإعدام. واتهم الرأي العام عموماً كاترين بقتل إيفان. (16)

واتصلت المؤامرات. ففي 1768 أكد ضابط يدعى تشوجلو كوف أنه موكل من الله بالانتقام لمقتل بطرس الثالث، فتسلح بخنجر طويل، ووجد طريقة إلى القصر الملكي، واختبأ عند منعطف دهليز ألفت كاترين أن تمر فيه. وسمع جريجوري أورلوف بخبر المؤامرة، فقبض على تشوجلوكوف، الذي اعترف مفاخراً بأنه ينوي قتل الإمبراطورة، وكان جزاؤه، النفي إلى سييبريا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015