ونحن ننظر إلى صوناتات موتسارت على إنها أقرب إلى الخفة والمعابثة، وأنها لا تقف في صف مع ألحان بيتهوفن المشبوبة القوية من نفس النوع، وقد يكون السبب أنها كتبت لتلاميذ محدودي المهارة في العزف، أولها ربسيكوردات ذوات تصويت محدود، أو البيانو لم يؤت وسيلة لمواصلة نغمة (42). والصونات في مقام صلى الله عليه وسلم ( ك331). وما حوت من "منويته" ممتعة، و"الروندو اللأتوركا" ومازالت (1778) بأسلوب الهاربسيكورد.
ولم يكن موتسارت أول الأمر يهتم بموسيقى الحجرة، ولكن في 1773 وقع على رباعيات هايدن المبكرة، وحسد ما فيها من براعة كونترابنطية، وقلدها قارب النجاح في الرباعيات الست التي ألفها في تلك السنة. وفي 1781 نشر هايدن سلسلة أخرى، وحرك هذا موتسارت ثانية للمنافسة فأصدر (1782 - 85) ست رباعيات (ك 387، 421، 428، 458، 464 - 65) تعترف الجمع الآن بأنها من أرفع الأمثلة في بابها. وشكا العازفون من صعوبتها الهائلة، وانتقد النقاد الرباعية السادسة على الأخص لتنافراتها المتعارضة ومزجها الصاخب بين المفاتيح الكبيرة والصغيرة ورد موسيقي إيطالي النوتة للناشر محتجاً بأن من الواضح أنها تزخر بالأخطاء الفظيعة. ومزق أحد المشترين أوراقها وقد استشاط غضباً حين وجد إن التنافرات متعمدة. ومع ذلك فإن هايدن قال لليوبولد موتسارت بعد عزفه الرباعيات الرابعة والخامسة والسادسة مع موتسارت وديترسدورف وغيرهما "أمام الله وبصفتي رجلاً صادقاً، أقول لك إن ابنك أعظم من عرفت من المؤلفين قاطبة سواء شخصياً أو بالاسم. فهو ذواقة، وأكثر من ذلك يملك أعمق معرفة بالتأليف الموسيقي (42) ". فلما نشرت الرباعيات الست (1785) أهداها موتسارت إلى هايدن بخطاب يتألق بتفرده حتى وسط ما تبادلا من رسائل كلها رائع:
"إن أباً قرر أن يدفع بأبنائه إلى الدنيا الواسعة فرأى من واجبه أن يكلهم إلى رعاية وإرشاد رجل كان ذائع الصيت في ذلك الحين، واتفق فوق ذلك إنه كان أصدق أصدقائه. وبالمثل أدفع بأبنائي الستة إليك، أيها الصديق