الإمبراطور في المجر وبلجيكا، وحرض دوق تزفايبروكن-الوريث لعرش بافاريا-على مقاومة هذا البدل، وبعث عملاءه ليقنعوا الأمراء الألمان بأن استقلالهم يتهدده التوسع النمساوي. وأفلح في أن ينظم (23 يوليو 1785) بروسيا وسكسونيا وهانوفر وبرونزيك وماينز وهسي كاسل وبادن وساكسي فيمار وجوتا ومكلنبورج وأنزباخ وانهالت في حلف أمراء Furstenbund تعهدوا فيه بمقاومة أي توسع للنمسا على حساب أي دولة ألمانية. واستنجد يوزف ثانية بشقيقته في فرساي، واعترف يوزف بهزيمته أمام الثعلب العجوز الذي كان يوماً ما معبود شبابه. ولما تلقى في أغسطس 1786 نبأ موت فردريك أعرب عن أسف مضاعف: "بوصفي جندياً يؤسفني رحيل رجل عظيم كان صانع جيل في فنون الحرب، وبصفتي مواطناً يؤسفني أن موته تأخر ثلاثين عاماً" (78).
أصبح الآن أمل الإمبراطور الوحيد في توسيع ملكه معقوداُ على الإنضمام إلى كاترين في حملة لتقسيم أملاك تركيا الأوربية في ما بينهما. فلما خرجت قيصرة الروسيا في يناير 1787 لتزور وترهب فتوحها الجديدة في الجنوب دعت يوزف ليلتقي بها في الطريق ويرافقها إلى القرم. ولكنه لم يوافق لتوه على اقتراحها بشن حرب صليبية موحدة، وقال "غنما أريد سيليرنيا، والحرب مع تركيا لن تنيلنيها" (79). ومع ذلك فحين أعلنت تركيا الحرب على روسيا (15 أغسطس 1787) وجد يوزف نفسه مكرهاً على خوضها، فقد ألزمه تحالفه مع كاترين أن يعينها في حرب "دفاعية". يضاف إلى هذا أن الفرصة أتيحت الآن للنمسا بسبب اشتباك تركيا في الحرب اشتباكاً حرجاً لاسترداد الصرب والبوسنة، وربما أيضاً للحصول على ثغر على البحر الأسود. وعليه ففي فبراير 1788 أرسل جنوده إلى الحرب وأمرهم بأن يستولوا على بلغراد.
ولكن السويديين اغتنموا هذه الفرصة ليرسلوا قوة تهاجم سانت