الباسك يفلحه مستأجرون يؤدون ضريبة على صورة إيجار، أو رسوم، أو خدمات، أو عيناً لملاك من الأشراف أو رجال الدين الذين ندر أن رأوهم ولما كانت الإيجارات تجنى حسب إنتاجية المزرعة، فإن المستأجرون افتقدوا الحاجز على الابتكار أو الاجتهاد (2). ودافع الملاك عن هذا النظام بالزعم بأن الهبوط المطرد في قيمة العملة يكرههم على رفع الإيجارات لتتمشى مع الأسعار والتكاليف المتصاعدة. ثم أن ضريبة مبيعات فرضت على ضروريات الحياة كاللحم والنبيذ وزيت الزيتون والشموع والصابون كانت أثقل وطأة على الفقراء (الذين أنفقوا معظم دخلهم على الضروريات) وأخف وقعاً على الأغنياء. وترتب على هذه الإجراءات، وعلى الامتيازات الوراثية، وعلى الفوارق الطبيعية في القدرة البشرية، أن تركزت الثروة في القمة، وران على القاع فقر كئيب اتصل جيلاً بعد جيل، تخففه وتسري به التعزيات فوق الطبيعة.
وكانت طبقة النبلاء منقسمة إلى درجات من الشرف انقساماً يملؤه التحاسد والتنابذ. ففي القمة (في 1787) 119 من كبار النبلاء ( Grandes de صلى الله عليه وسلمspana) . وقد نحزر مبلغ ثرائهم من تقرير مبالغ فيه على الأرجح كتبه الرحالة البريطاني المعاصر جوزف تاونسند وذكر فيه "أن ثلاثة من كبار النبلاء-وهم دوق أوزونا، ودوق ألبا، ودوق مديناسلي-يملكون إقليم الأندلس بجملته (3). وكان دخل دوق مدينا من مصايد أسماكه وحدها مليون ريال في العام، ودخل دوق أوزنا السنوي 8. 400. 000 ريال، ودخل كونت أراندا قرابة 1. 600. 000 ريال في السنة" (4). ويلي كبار النبلاء 535 من أصحاب الألقاب Titulos- وهم رجال منحهم الملك ألقاباً وراثية بشرط أداء نصف دخلهم للتاج. ويلي هؤلاء الفرسان Caballeros الذين يعينهم الملك في عضوية مجزية في إحدى طبقات أسبانيا الأربع: وهي سنتياجو، والقنطرة، وكالاترافا ومونتيزا. أما أدنى النبلاء مرتبة فكانوا الـ 400. 000 هيدلج Hidalgo الذين يملكون مساحات متواضعة من الأرض، والذين أعفوا من الخدمة العسكرية ومن