المزعوم في لندن لم ينبس مستر هيوم ببنت شفة، ولا كتب لي شيئاً، وهو العليم ولا ريب بأنه خطاب زائف .... "
"لم يبقَ لي غير كلمة واحدة أقولها لك. إن كنت مذنباً فلا تكتب إلي، إذ لا جدوى من الكتابة، وثق إنك لن تخدعني. ولكن إن كنت بريئاً فتفضل بتبرير نفسك .. وإلا فوداعاً إلى الأبد (118) ".
وكان رد هيوم موجزاً (22 يوليو 1766) ولم يجب عن التهم، لأنه خلص إلى أن روسو مشرف على الجنون. وكتب إلى ديفنبورت يقول إن جاز لي أن أبذل النصح فهو أن تمضي فيما بدأته من حسنة حتى يحبس كلبه في مستشفى المجاذيب (119) ... فلما سمع أن روسو ندد في خطابات أرسلها إلى باريس (كخطابه إلى الكونتيسة دبوفليه في 9 إبريل 1766)، بعث إلى دبوفليه صورة من خطاب جان-جاك الطويل. فردت على هيوم بما يلي:
"إن خطاب روسو فظيع، أنه مبالغ جداً ولا عذر له فيه إطلاقاً ... ولكن لا تحسبه قادراً على الكذب أو الخداع، ولا تتصور انه دجال أو وغد، إن غضبه بلا مبرر حق، ولكنه غضب مخلص، وليس لدي في هذا أي شك ... "
"وإليك ما أتصوره السبب فيه. لقد سمعتهم يقولون، ولعله أخبر، إنك صاحب عبارة من خير ما ورد في خطاب مستر ولبول-وأنك قلت مازحاً وأنت تتحدث باسم ملك بروسيا "إن شئت الاضطهاد، فأنا ملك، وأستطيع اضطهادهم نيابة عنك بأي نوع تريد" وأن مستر ولبول ... قال إنك صاحب هذه العبارة. فإن صح هذا، وعلم به روسو، فهل تعجب أن يثور سخطه ... وهو المرهف الحس، الغضوب، السوادي المزاج، المتكبر (120) ".
وفي 26 يوليو كتب ولبول إلى هيوم يحمل نفسه كل اللوم-دون الإعراب عن اي ندم-في أمر الخطاب المزيف، ويدين "قلب روسو