رغبتي في أن أنهي آلامي بكِ، وددت لو بذلت كل ما بقي لي من لحظات عمري لقاء تلك اللحظة الواحدة التي لن تتاح لي أبداً، تلك التي ربما كنت أستعيد بها حنانكِ إذ أكاشفكِ بكل ما في قلبي من حنان لك. " (130)
وساعد انهيار حلم جولي السل على الفتك بها، ودعي لعيادتها الطبيب بوردو (الذي التقينا به في قصة ديدرو "حلم دالامبير")، فصرح بأنه لا أمل في شفائها. ولم تبرح فراشها منذ إبريل 1776. وكان جيبير يذهب لزيارتها كل صباح ومساء. ولم يكن دالامبير يترك العناية بها إلا لينام. وكان الصالون قد توقف، لولا حضور كوندورسيه، وسوار، ومدام جوفران الطيبة، التي كانت هي ذاتها مشرفة على الموت. وفي أيامها الأخيرة أبت جولي أن تسمح لجيبير بزيارتها، لأنها لم تشأ أن تدعه يرى كيف شوهت التشنجات وجهها؛ ولكنها كانت ترسل العديد من الخطابات، وأكد لها هو أيضاً حبه: "لقد أحببتكِ من اللحظة الأولى التي التقينا فيها، أنكِ أغلى عندي من كل شيء في هذه الدنيا. " (131) وكان هذا، ووفاء دالامبير الصامت، وقلق أصدقائها عليها، العزاء الوحيد لها في آلامها. وكتبت وصيتها، التي عينت دالامبير منفذاً لها، وعهدت إليه بكل أوراقها وأمتعتها الشخصية (?).
وجاء أخوها المركيز دفيشي من برجندية، وألح عليها في أن تتصالح مع الكنيسة وكتب إلى الكون دالبون "يسعدني أن أقول لك إنني أقنعتها بأن تتناول القربان على الرغم من "الموسوعة" كلها، وفي مواجهتها" (132).
وأرسلت كلمة أخيرة إلى جيبير: "يا صديقي، أنني أحيك ... وداعاً" وشكرت دالامبير على وفائه الطويل، وتوسلت إليه أن يغفر لها جحودها، وماتت في تلك الليلة، في الساعات الباكرة من يوم 23 مايو 1776. ودفنت في اليوم نفسه، في كنيسة سان-سولييس، "دفن الفقراء" كما رغبت في وصيتها.