والوقار، وواجهة الأعمدة القوصرة، والقبة الفسيحة أحياناً. وكان جاك-فرنسوا بلودنل، الأستاذ بالأكاديمية الملكية للعمارة، نصيراً متحمساً لهذه الأشكال الكلاسيكية، وأصدر خلفه جوليان-دافيد لروا في 1750، رسالة سماها "أجمل آثار الإغريق" زادت من سرعة الانتشاء بهذه الآثار. وقد نشر آن-كلودتبيير، كونت دكايلوس، بعد أن ساح كثيراً في إيطاليا اليونان والشرق الأدنى (1752 - 67)، ثمانية مجلدات خطيرة سماها "مختارات من الآثار المصرية، والأتروسيكية، واليونانية، والرومانية، والغالية" موضحة بعناية ببعض رسومه؛ وتأثرت دنيا الفن الفرنسي كلها حتى السلوك الفرنسي، تأثراً قوياً بهذا الكتاب فمالت إلى نبذ شطحات الباروك ونزوات الروكوك رجوعاً إلى خطوط الطرز الكلاسيكية الأكثر نقاء. وهكذا نجد جريم يقول لقرائه 1763:
"ظللنا سنوات نبحث بحثاً جاداً عن الآثار والأشكال القديمة وأصبح الميل لها عاماً حتى عدا من الأمور المقررة الآن أن يؤدى كل شيء على الطريقة اليونانية ( La Gr (cque من العمارة إلى صنع القبعات، فنساؤنا يصففن شعورهن على الطريقة اليونانية، ووجهاؤنا يرونه عاراً إن لم يمسكوا علبة صغيرة على الطريقة اليونانية (50).
أما ديدرو، رسول الرومانسية البرجوازية، فقد استسلم فجأة للموجة الجديدة (1765) حين قرأ ترجمة لكتاب وثكلمان "تاريخ الفن القديم" وكتب يقول "يخيل إليّ أننا يجب أن ندرس القديم لكي نتعلم رؤية الطبيعة" (51). وكانت هذه العبارة في حد ذاتها ثورة.
في 1757 بدأ جاك-جرمان سوفلو بناء كنيسة القديسة جنفييف، التي نذر لويس الخامس عشر خلال مرضه في متز أن يشيدها للقديسة راعية باريس حالما يتماثل للشفاء. وأرسى الملك بنفسه حجر الأساس، وأصبح بناء هذا الصرح "الحدث المعماري العظيم في النصف الثاني من القرن الثمن عشر" في فرنسا (52). وقد صممها سوفلو على شكل معبد روماني، برواق من قوصرة منحوتة وأعمدة كورنثية، وأربعة أجنحة تلتقي في صليب يوناني